في خضم التصريحات الزائفة التي تطلقها ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن بشأن نواياهم الإيجابية تجاه مبادرة خارطة طريق السلام المجمدة واعتزامهم التوقيع عليها، جاء الرد من المبعوث الأممي إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ ليضع الميليشيات في اختبار حقيقي لكشف زيف هذه الإدعاءات.
وخلال الأيام الماضية، تناقلت قيادات حوثية بارزة أخرها جمال عامر، المعين في منصب وزير للخارجية في حكومة الحوثيين والذي أعلن استعداد جماعته توقيع اتفاق السلام الذي تضمنته خارطة الطريق الأممية. وأن جماعته تريد الجنوح للسلام والعودة للمفاوضات لإنهاء الأزمة والحرب التي طحنت اليمنيين منذ العام 2015.
رد المبعوث الأممي إلى اليمن جاء بشكل طلب من اجل كشف وفضح تلك الإدعاءات والتزييف الإعلامي الذي تنتهجه الميليشيات الحوثية خلال جميع محادثات السلام التي أجريت معها خلال السنوات العشر الماضية.
المبعوث غروندبرغ وجدد مطالبة الأمم المتحدة بالإفراج عن الموظفين الأمميين المعتقلين في سجون الميليشيات الحوثية بصنعاء، وأن هذا الطلب سيظل ثابتاً دون قيد أو شرط.
وقال المبعوث الأممي أنه انه اجتمع مع نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ندى الناشف، لمناقشة الجهود الجارية لإطلاق سراح الموظفين الأمميين المعتقلين في سجون جماعة الحوثيين بصنعاء.
وشنت جماعة الحوثي، منذ أواخر مايو/ أيار المنصرم حملة اختطافات واسعة للعشرات من الموظفين اليمنيين لدى المنظمات الأممية والوكالات الإغاثية الدولية والمنظمات المحلية والبعثات الدبلوماسية، تحت ذريعة "التجسس لصالح دول أجنبية".
مراقبون أشاروا إلى أن التصريحات التي أطلقها المبعوث الأممي عقب يوم من لقاءات أجراها مكتبه في صنعاء مع القيادات الحوثية بينهم جمال عامر المعين في منصب وزير الخارجية بحكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، رمى الكرة في ملعب الميليشيات من أجل إظهار صدق نواياهم في الجنوح للسلام.