تزايدت المخاوف حول تداعيات النشاط الزلزالي المتزايد على سد النهضة، بعد أن شهدت إثيوبيا 3 زلازل خلال 24 ساعة، ما دفع خبراء إلى التحذير من اقتراب السد من مرحلة الخطر.
وصرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن زلزالًا بقوة 4.7 درجة ضرب إثيوبيا اليوم الأحد، على بعد حوالي 570 كيلومترًا من سد النهضة و400 كيلومتر من الحدود الشرقية للبحيرة.
وأوضح شراقي في تصريح لـ"العربية نت" أن هذا الزلزال يعد الثالث خلال يوم واحد، بعد هزتين سجلتا الليلة الماضية في منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث تتقاطع ثلاث صفائح تكتونية صغيرة.
وأشار شراقي إلى أن إثيوبيا شهدت مؤخرًا نشاطًا زلزاليًا يفوق التوقعات، حيث يعد هذا الزلزال رقم 16 خلال الأسابيع الخمسة الماضية، ورقم 31 هذا العام، مع تزايد في قوة الهزات التي تتراوح بين 4 و5 درجات.
كما ذكر أن البلاد سجلت العام الماضي 38 زلزالًا، وكان أقواها بقوة 5.6 درجة، مما يثير القلق حول استمرارية النشاط الزلزالي وزيادته.
أكد شراقي أن الزلازل الأخيرة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة إذا استمرت وتزايدت قوتها واقتربت من السد، محذرًا من “شبح الانهيار” الذي قد يهدد سد النهضة في حال تفاقم النشاط الزلزالي.
وشدد على ضرورة المراقبة الدقيقة للسد وللبحيرة الممتدة لأكثر من 200 كيلومتر، محذرًا من أن استمرار هذا النشاط قد يضع السد في “مرحلة الخطر”.
وتأتي هذه المخاوف في وقت تشهد فيه أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا جمودًا سياسيًا، حيث تتمسك إثيوبيا بموقفها في ملء وتشغيل السد، متجاهلة مطالب مصر والسودان بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.
وقد فشلت الجولة الرابعة والأخيرة من المفاوضات التي جرت العام الماضي، في التوصل إلى حل بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
في هذا السياق، كانت القاهرة قد أعلنت في وقت سابق أنها تحتفظ بحقها في الدفاع عن أمنها المائي وفقًا للمواثيق الدولية، حال تعرض مواردها المائية للخطر، ما يزيد من تعقيد الأزمة ويزيد من احتمالات التصعيد في حال استمر الخلاف بين الأطراف.
رويترز