تتزايد المخاوف في الداخل العراقي من ضربة إيرانية محتملة ضد، إسرائيل بتنفيذ الفصائل المسلحة انطلاقاً من الأراضي العراقية، في وقت تصاعدت الخلافات داخل المجاميع المسلحة حول الضربة وانعكاساتها على الداخل.
وعقدت الرئاسات العراقية الثلاث (البرلمان، والحكومة، والجمهورية) اجتماعات مكثفة خلال الساعات الماضية، لبحث الأوضاع السياسية، فيما قالت مصادر مطلعة، إن الاجتماعات بحثت التطورات الإقليمية، والتهديدات الإيرانية التي تنطلق من الأراضي العراقية.
وجاء ذلك بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية، عن تحديد "بنك أهداف" لقصفه في الداخل العراقي، في حال هاجمت إسرائيل.
وذكر تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "الأقمار الاصطناعية راقبت عمل طهران لنقل صواريخ باليستية ومُعدات ذات صلة، من إيران إلى الأراضي العراقية، مع الهدف المفترض لاستخدامها في هجوم وشيك متوقع على إسرائيل".
وأوضح التقرير، أن "إسرائيل تراقب وتحدد الأهداف ذات الصلة بالميليشيات التي تدعمه إيران، بالإضافة إلى أهداف عراقية".
وقال الخبير العسكري معن الجبوري، إن "الفصائل المسلحة تعطي ذريعة بممارساتها وأنشطتها للجانب الإسرائيلي، بأن يضع العراق في فوّهة المدفع ضمن مرمى الأهداف"، مشيراً إلى أن "بعض الفصائل تتصرف بإرادتها وبتنسيق واضح مع الجانب الإيراني دون الاكتراث للقرارات الرسمية".
وأوضح الجبوري لـ"إرم نيوز" أن "التحركات أو التأهب الأمني في الداخل العراقي غير مجدٍ، لتعلق الأمر بالعامل الخارجي فقط، فمثلاً عندما قصفت إسرائيل إيران مؤخراً، كانت أجواء العراق مسرحاً لتلك العمليات"، لافتاً إلى أن "خيارات العراق محدودة، فهو يلجأ عادة للجانب الأمريكي لإبعاده عن التوترات".
وبدت الأجواء قلقة في العاصمة بغداد، حيث شهدت انتشاراً أمنياً ملحوظاً ترافقه حواجز تفتيش مفاجئة في بعض المناطق، ولم تقتصر الإجراءات على بغداد فقط، بل امتدت إلى محافظتي البصرة والأنبار، حيث شوهد إعادة انتشار القوات قرب المواقع العسكرية وأغلبها تابع للفصائل المسلحة ضمن الحشد الشعبي.
بدوره، ذكر مصدر مطلع أن "فصائل عدة، اتخذت جملة احتياطات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وذلك عبر نقل نحو 20 موقعاً عسكرياً بشكل تام، وزيادة عمليات التمويه، وحصر التنقلات ببعض الأفراد والآليات"، مشيراً إلى أن "المواقع البديلة اختيرت بعناية، وخاصة في البساتين والمواقع البعيدة نسبيا".
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"إرم نيوز" أن "القرار بشأن استهداف إسرائيل بتوجيه إيراني، غير مقبول من الفصائل جميعها، وهناك تباين في الرؤية، حيث رأت بعض المجموعات أن معلومات الضربة انكشفت بشكل شبه تام، كما أن المسؤولين الإيرانيين اندفعوا كثيراً في التصريحات التي تحدثت عن تلك الضربة".
ولفت إلى أن "النقاش تناول مسألة أن استهداف إسرائيل بتوجيه إيراني واضح سيفتح نار الجحيم عليها، سواء من تل أبيب أو الداخل العراقي، الذي ربما سيتخذ موقفا معارضا على المستويين السياسي والشعبي"، مؤكداً أن "حديث المسؤولين الإيرانيين بشأن الهجوم والتحركات الميدانية عبر نقل الصواريخ للداخل، جعل من الصعب تبني تلك العملية، وإقناع الرأي العام في الداخل بها".
وعلى وقع تلك التطورات، قال فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن "الحكومة العراقية اتخذت سلسلة من التدابير الأمنية والعسكرية؛ خشية من استغلال أجوائه، لكنها في الوقت ذاته ملتزمة بالنهج الدبلوماسي في مواجهة التصعيد المتزايد بالمنطقة".
وأوضح الشمري في بيان، أن "بغداد أجرت حوارات داخلية مباشرة وغير مباشرة؛ لضمان الالتزام بسياساتها، التي ترفض أي محاولة لاستغلال أراضيه أو أجوائه في عمليات عسكرية أو أمنية".
وسعت الحكومة العراقية خلال الأشهر الماضية، إلى منع الفصائل المسلحة من الانخراط في التوترات الإقليمية، غير أن ثلاثا من الحركات المسلحة، لم تلتزم بالقرار الرسمي، وبقيت تهاجم إسرائيل انطلاقًا من الأراضي العراقية.
المصدر/ إرم نيوز - أ ب ف