في مشهد أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون صورة لعنصر من مليشيا الحوثي يقوم بجمع التبرعات في العاصمة المحتلة صنعاء، حيث يظهر ذلك العنصر صاحب البطن المنفوخة، حاملاً سطلًا بلاستيكيًا كبيرًا وردي اللون، وهو المشهد الذي لاقى سخرية واسعة.
السخرية جاءت عبر تعليقات لاذعة، حيث قال بعض المستخدمين إن السطل الوردي مخصص لجمع التبرعات "لدعم الفنانة اللبنانية إليسا والمغنية هيفاء وهبي"، في إشارة ساخرة إلى أسلوب الجماعة في جمع الأموال ومطالبها المستمرة بالدعم المالي من المواطنين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان.
الصورة التي انتشرت بسرعة عبر المنصات المختلفة أظهرت العنصر وهو يحمل السطل بينما يتجول في شوارع صنعاء لحث المواطنين على التبرع، ما دفع اليمنيين للتعليق بروح الفكاهة والتهكم.
الناشطون استغلوا هذه الواقعة لتسليط الضوء على المفارقات بين تدهور الوضع المعيشي في اليمن وإصرار الحوثيين على استنزاف الموارد، ما أضاف مزيدًا من الغضب الشعبي الممزوج بالنقد الساخر.
وكتب أحد المستخدمين لمنصة فيس بوك: "هذا السطل الوردي يبدو وكأنه مخصص لدعم الحفلات الغنائية وليس لأي شيء آخر". وتساءل آخر: "هل التبرعات لدعم صمود بيروت الفني؟".
وعكس هذا التفاعل حالة المزاج الشعبي في اليمن، حيث يعبر المواطنون عن استيائهم من ممارسات الحوثيين بطرق ساخرة ومبتكرة، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
ومع استمرار الصراع في الشرق الأوسط وتحديدًا في لبنان وغزة، تحاول مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني في اليمن، استغلال هذه الأحداث لإطلاق حملات لجمع التبرعات بين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتستخدم المليشيات الحوثية الخطاب الإعلامي والديني لتعبئة الشارع اليمني، مُظهرة تعاطفها مع القضايا الإقليمية كوسيلة لتعزيز نفوذها وكسب الدعم المالي.
ورغم الأزمات الإنسانية والاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الشعب اليمني، بما في ذلك نقص الغذاء والوقود وتدهور الأوضاع المعيشية، يدفع الحوثيون السكان للتبرع من أجل ما يصفونه بـ"دعم الشعب اللبناني والغزاوي".
وتنظم الجماعة تنظم حملات علنية، وتستخدم وسائل الإعلام المحلية والخطب الدينية لحث المواطنين على المساهمة، في وقت يواجه فيه معظم اليمنيين أوضاعًا اقتصادية صعبة، وتنتشر حالة من الاستياء إزاء السياسات الحوثية التي يُنظر إليها على أنها تهدف لتحقيق أجندات إقليمية على حساب المواطنين المحليين.