تساءل تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، عما إذا كان هناك أي خط أحمر ستلتزم به إسرائيل، في أعقاب المذبحة والمجاعة الواضحة في شمال قطاع غزة، إذ تجاهلت تل أبيب المطالب الأمريكية بشأن المساعدات لغزة، فيما لم تكن هناك أي عواقب من واشنطن.
ورأى تقرير الصحيفة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي توشك ولايته على الانتهاء، أجاب على هذا السؤال بــ " لا"، دون رؤية أفعال على أرض الواقع.
وفي الواقع، حتى عندما تهين إسرائيل راعيتها الرئيسة، الولايات المتحدة، بشكل صارخ، فإن شيئًا لم يتغير، وفق الصحيفة أيضًا.
وبحسب الصحيفة، بدأت الحالة هنا برسالة أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل الشهر الماضي، التي حددت بالتفصيل كيف مُنعت المساعدات المنقذة للحياة بشكل منهجي من دخول غزة.
وهددت إدارة بايدن، باتخاذ إجراءات، إذا لم يتم اتخاذ مطالب محددة لرفع الحصار داخل غزة خلال 30 يومًا.
وكما اقترح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، كانت الرسالة بمنزلة خدعة سياسية لجذب الناخبين في الفترة التي سبقت الانتخابات، نظرًا لأن معظم الناخبين الديمقراطيين يعتقدون بشكل صحيح أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
وتأتي الكارثة في غزة، على الرغم من أن ائتلاف وكالات الإغاثة خلُص إلى أن إسرائيل "فشلت في تلبية أي من المعايير المحددة المنصوص عليها في الرسالة الأمريكية"، بل "اتخذت إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير".
كما عرضت بطاقة أداء توضح بالتفصيل عدم استجابة إسرائيل للمساعدات الإنسانية امتثالًا لمطالب الولايات المتحدة المفترضة.
وعمليًّا، فإن الموعد النهائي لإسرائيل باتخاذ إجراءات تنقذ التدهور الحاصل في غزة، قد انقضى في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولم تفعل الولايات المتحدة شيئًا.
وتقول الولايات المتحدة إنه "لا توجد عواقب سياسية على إسرائيل، على الرغم من نقص المساعدات لغزة"، كما جاء في عنوان رئيس في صحيفة "الواشنطن بوست".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الخطاب السائد اليوم في دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، هو أن إسرائيل دولة ديمقراطية على النمط الغربي، ولها "الحق في الدفاع عن نفسها" من الإرهاب، مع مناقشة جانبية مسموحة حول ما إذا كان الرد "متناسبًا".
وسوف ينغمس الساسة في بعض التذمر التافه بشأن معاناة المدنيين، ويشيرون بشكل مجرد إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، من دون تحديد أي من الانتهاكات الصارخة المتفشية، وفق الصحيفة.
وهذه الرواية لا علاقة لها بالحقائق، التي أشارت إلى واحدة من الجرائم الكبرى في عصرنا منذ أن وعد القادة والمسؤولون الإسرائيليون بشكل مختلف بحرمان غزة من ضروريات الحياة، وفرض العقاب الجماعي، وإزالة "جميع القيود" على الجنود، ما يسبب "أقصى قدر من الضرر" لغزة، وفق تقرير "الغارديان".
وقبل شهرين، تم الكشف عن أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب اللاجئين التابع لوزارة الخارجية، قد توصلا بحلول أبريل/ نيسان الماضي، إلى أن إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة عمدًا.
ووفقًا للقانون الأمريكي، استلزم ذلك فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، لكن إدارة بايدن تجاهلت تقييمها ببساطة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل، على ما يبدو، قادرة على فعل أي شيء دون سقوط حصنها.
وعلى الرغم من الأرقام والحقائق الموثقة أمميًّا فلا شيء يترك أثرًا تجاه إسرائيل.
وخلُص تقرير "الغارديان"، إلى أنه بصرف النظر عما يتحمله شعب غزة، فإن الغلبة تبقى للسردية الإسرائيلية والرواية الغربية.
المصدر/ رويترز - إرم نيوز