في ظل تعتيم إعلامي خانق وانهيار متسارع في صفوفها، أقرت مليشيا الحوثي بمصرع أحد أبرز قادتها الميدانيين، جبر مبخوت راشد مبخوت الضبي، المنتحل لرتبة "عقيد"، إثر غارة جوية أمريكية حولته إلى "شبح منسي" في دفاتر الجماعة.
المليشيات الحوثية شيّعت في العاصمة المحتلة صنعاء القيادي المنتمي إلى منطقة الفرس – رجام في بني حشيش، دون أن تجرؤ على الكشف عن مكان أو توقيت مقتله، مكتفية بالحديث عن "بطولات" مزعومة شارك فيها ضمن مسرحية ما تسميه "الفتح الموعود" في البحر الأحمر.
لكن الحقيقة التي تحاول الجماعة طمسها، أن الضبي سقط بضربة موجعة استهدفت تحركات بحرية حوثية مشبوهة، لتُضاف جثته إلى قائمة طويلة من قيادات الجماعة الذين تحولوا إلى هياكل رمادية في صمت مطبق.
مصادر مطلعة تؤكد أن القيادي الحوثي كان ضمن مجموعة مكلفة بمهام تجسسية وتنفيذ عمليات إرهابية ضد الملاحة الدولية، وأن مصرعه جاء كجزء من سلسلة ضربات دقيقة أطاحت خلال الأسابيع الماضية بعشرات القادة الحوثيين.
رغم ذلك، لا تزال ميليشيا الحوثي تعتمد سياسة "الإخفاء القسري للجثث"، محاولةً تأخير نشر قوائم القتلى، خوفًا من انهيار المعنويات داخل أوساط عناصرها، الذين بدأوا بالتسرب والفرار من الجبهات بصمت.
وسائل التواصل الاجتماعي سبقت إعلام الحوثيين، حيث تسربت صور الضبي وأسماء عدد من القتلى الآخرين، ما فجّر موجة من السخرية من "الفتح الحوثي" المزعوم، الذي لا يُثمر سوى توابيت مغلقة وأمهات ثكالى.