تداول نشطاء محليون، مساء يوم الجمعة، فيديو لربّ أسرة، يشكو إقدام عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، على قتل ثلاثة من أبنائه، والتسبب بمرض زوجته بفشل كلوي، بعد ضربها ما تسبب بإسقاط جنينها.
وتعود تفاصيل الواقعة، إلى ما قبل 3 سنوات، ولم يكشف عن وقوعها سوى مؤخرًا، عقب خروج الأب للحديث عن مظلمته وفقدانه لأسرته.
وسرد الأب "المكلوم" وقائع الحادثة التي بسببها فقد 3 من أبنائه حياتهم، دُفعة واحدة، وهم شابان في مقتبل عمرهما، وجنين ما زال يرقد في بطن والدته.
وكان مسرح الجريمة، في مديرية سامع الواقعة إلى الجنوب من محافظة تعز، وهي واحدة من المناطق التي ما زالت تخضع لسيطرة الحوثيين.
وفي إحدى ليالي تلك المدينة، وقبيل ساعات وجيزة من بزوغ شمس صباح يوم جديد، لجأ 3 أشخاص من محافظة إب المحاذية لمحافظة تعز إلى الجهة الشمالية الشرقية، للاحتماء بمنزل الرجل الذي كان وقتها غير متواجد فيه بسبب ظروف عمله.
وكان، حينها، الأفراد الثلاثة يفرون من مسلحين حوثيين، أرادوا سلبهم مالهم الذين يتشاركونه معًا في التجارة بالسوق السوداء، نظرًا للظروف التي فرضها واقع الحال، بين مناطق الشرعية ومناطق الحوثيين.
واستنجد الشباب الثلاثة، بمنزل الرجل، وفتح لهم نجله الأكبر باب المنزل وأدخلهم إليه، لتصل العناصر المسلحة إلى المنزل، ورفض نجل مالك المنزل تسليم الشبان، مشيرًا إلى أنهم ضيوف وينتمون لمحافظة أخرى، ولا ينبغي التعامل معهم بهذه الطريقة.
فما كان من العناصر المسلحة الحوثية، إلا فتح نيران أسلحتهم بإطلاق نحو 150 طلقة، باتجاه الشاب والمنزل، لترديه قتيلًا فورًا، وعلى وقع سماع شقيقه الأصغر أزيز الرصاص، خرج من داخل المنزل للاطمئنان على شقيقه، لينال هو الآخر نصيبه، ليسقط قتيلًا بجوار شقيقه.
وخرجت الأم، التي كانت، آنذاك، حاملاً بشقيقهم الثالث، وكانت تصرخ وتبكي أبناءها، فما كان من المعتدين الذين لم يمنعهم وقوف امرأة أمامهم من ضربها بأعقاب بنادقهم، ما تسبب بإسقاط جنينها، وإصابتها بفشل كلوي، وما زالت تتلقى العلاج حتى الوقت الحاضر.
وروى ربّ الأسرة فقدانه لأسرته بتلك الوحشية، وكيف أن الجناة يعيشون حياتهم طلقاء بين الناس دون أن يصدر بحقهم أي قرار يعاقبهم على فعلتهم تلك، سوى شهرين قضاهما من كان يقود تلك المجموعة في السجن، ليتم إطلاق سراحه بعد ذلك.
وناشد في الفيديو الذي ظهر فيه، كل الجهات والأطراف المحلية والدولية، للتحرك من أجل القصاص من قتلة أبنائه، فضلًا عن تسليمه جثث أبنائه لدفنهم، إذ لا يزالون في ثلاجات الموتى في مستشفى خاضع لسلطات الحوثي.
وكان النشطاء، قد تداولوا المقطع المرئي، عبر منصاتهم الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم واستيائهم، واصفين الجريمة بـ"البشعة".
وأشاروا إلى أن هذه الجريمة والتي مضى على وقوعها نحو 3 سنوات، لم يكن يعلم بها أحد، إلا عندما قرّر الأب الخروج والإفصاح عنها، متسائلين في الوقت نفسه عن كمية عدد الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق الأهالي والمدنيين في مناطق سيطرتها، ولا يعلم عنها أي أحد.