أكد مصدر سياسي يمني أن قادة الحوثيون يستجدون السعودية التوقيع على خارطة الطريق للحل في اليمن، مشيرا إلى أنهم لا يمانعون الموافقة على الخارطة بنسختها المعدلة أمريكا.
الصحفي همدان العلي، قال في تدوينة رصدها نافذة اليمن، أن الحوثي يتوسل إلى السعودية كي تنقذه.. موضحا بأن الصراخ والتهديد والوعيد الحوثي فهو موجه لعامة اليمنيين.
واضاف همدان العلي أن الحوثي يحاول إنقاذ نفسه.. مشيرا إلى أن المليشيات الحوثية كانت تستخدم نفس الاسلوب في حروب صعدة.
وأوضح بأن المليشيات الحوثية عندما كانت تضيق عليهم في صعدة، كانوا يرسلون الوسطاء ويتوسلون للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح لإيقاف الحرب مقابل التزامهم بكافة شروط الدولة.. لافتا إلى أنه عندما تتوقف الحرب ويتجاوزون خطر الهزيمة، يعودون من جديد.
أما عن التعديلات الأمريكية على خارطة الطريق للحل في اليمن، قال الصحفي فارس الحميري في تدوينة سابقة بشهر مارس الماضي، أن "خارطة الطريق التي أنجزتها الرياض و مسقط للحل في اليمن وسلمتها الأمم المتحدة العام الفائت للأطراف اليمنية أجريت عليها بعض التعديلات بضغوط أمريكية".
نقل عن مصدر يمني، قوله إن التعديلات شملت عدد من البنود في الخارطة، بما في ذلك على سبيل المثال : "إلغاء بند تسليم الرواتب للعسكريين في قوات جماعة الحوثي".
وكانت مصادر صحفية، قد أفادت أمس الأحد بوجود القيادي الحوثي محمد عبد السلام في المملكة العربية السعودية، حيث يسعى للتفاوض مع الرياض في ظل تطورات إقليمية متسارعة تهدد نفوذ المليشيا في اليمن.
وأوضحت المصادر أن زيارة عبد السلام تهدف إلى تسريع التوصل إلى اتفاق يضمن تهدئة الأوضاع، وقطع الطريق على أي تحركات عسكرية متوقعة بدعم أمريكي قد تستهدف مواقع استراتيجية للحوثيين، خصوصًا في الحديدة وصنعاء.
تأتي هذه التحركات الحوثية بعد مؤشرات على تصعيد دولي وإقليمي، حيث أثار سقوط نظام الأسد في سوريا مخاوف لدى النظام الإيراني، الداعم الرئيسي للحوثيين، من أن يتم استغلال الموقف لتنفيذ عمليات عسكرية تستهدفهم في اليمن.
وبحسب المصادر، تعكس زيارة عبد السلام مخاوف حقيقية لدى المليشيا من فقدان السيطرة على مواقعها الرئيسية، لا سيما مع تصاعد الاهتمام الأمريكي بدعم جهود التحالف العربي لإنهاء الصراع.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الإعلام الحوثي الترويج لموقف الجماعة كقوة متماسكة، تشير التحركات الأخيرة إلى أن الهدف الأساسي للحوثيين هو كسب الوقت وتخفيف الضغوط العسكرية، مع تحسين شروط أي تسوية سياسية مستقبلية.
تواجد عبد السلام في الرياض يكشف عن ضغوط متزايدة على الحوثيين للتجاوب مع المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب.
ومع تزايد التحركات العسكرية والدبلوماسية، يبدو أن الجماعة تحاول التكيف مع مرحلة جديدة قد تشهد تحجيم نفوذها السياسي والعسكري في اليمن.