كشف ضحايا الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي عن معاناتهم الجسدية والنفسية خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة الوطنية للتحقيق، يوم السبت، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام.
وجاءت الجلسة لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون بسبب انتشار الألغام، خاصة في محافظة تعز، التي تعد من أكثر المناطق تضرراً.
شهادات مؤلمة.. وأرقام صادمة
استمع الحضور، الذي ضم خبراء وناشطين وممثلي منظمات محلية ودولية، إلى شهادات سبعة من الضحايا الذين فقدوا أطرافهم أو عانوا من إعاقات دائمة بسبب انفجارات الألغام.
كما استعرض العقيد عارف القحطاني، مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، أرقاماً صادمة تكشف حجم الكارثة، حيث سجلت تعز 1409 ضحايا بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى تدمير 82 مدرسة بسبب الألغام، مما حرم آلاف الأطفال من التعليم.
وأكد القحطاني أن مليشيا الحوثي "طورت ألغاماً محلية بصورة متعمدة بمساعدة خبرات إيرانية، مستهدفة المدنيين والمنشآت الحيوية".
مطالبات بالعدالة وجبر الضرر
من جانبها، شددت القاضية إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية للتحقيق، على أهمية توثيق انتهاكات حقوق الضحايا وضمان حقهم في العدالة والتعويض.
فيما أشار القاضي عمران القباطي، رئيس محكمة الأموال العامة في تعز، إلى الإطار القانوني الذي يجرم استخدام الألغام المضادة للأفراد، مؤكداً إمكانية محاكمة المتورطين.
بدوره، أكد نبيل جامل، مدير عام مكتب التخطيط في تعز، التزام السلطات بدعم الضحايا عبر برامج إعادة التأهيل والتمكين الاقتصادي، داعياً المانحين إلى توجيه الدعم لتحسين أوضاع المتضررين.
وخرجت الجلسة بعدة توصيات، أبرزها:
- إدراج ضحايا الألغام في خطط التنمية المحلية والوطنية.
- إنشاء صندوق خاص لدعم الضحايا وتوفير الرعاية الشاملة لهم.
- تعزيز برامج الدعم النفسي والجسدي، خاصة في مراكز الأطراف الصناعية.
- الضغط دولياً لمحاسبة المسؤولين عن زرع الألغام.
وتأتي هذه الجلسة في وقت لا يزال فيه عشرات الآلاف من اليمنيين يعيشون تحت تهديد الألغام التي خلفتها مليشيا الحوثي، والتي تحصد أرواح المدنيين بشكل يومي.