كشفت مصادر استخباراتية وعسكرية عن تصعيد خطير تقوده مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، عبر تكثيف عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة من مناطق جبلية بين محافظتي مأرب والجوف، شمالي شرق اليمن، باتجاه البحر الأحمر وإسرائيل، في تحدي مباشر للتحركات الدولية والضربات الجوية الأمريكية.
وبحسب المعلومات، نفذت الجماعة المصنفة منظمة إرهابية خلال الأيام الماضية عمليات إطلاق متعددة لصواريخ وطائرات غير مأهولة من مناطق تمتد من "مجزر" شمال غرب مأرب، إلى مرتفعات تحيط بمدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، وسط تحركات سرية وأنشطة عسكرية متسارعة.
وتشير مصادر ميدانية إلى أن الجماعة أطلقت صواريخ جوية من المرتفعات الجبلية في مديرية خب والشعف، شرق مدينة الحزم، ما أدى إلى إسقاط طائرة استطلاع أمريكية من طراز MQ-9، سقطت قرب منطقة "السيل" جنوب شرق الحزم، في تطور لافت في المواجهة.
وبحسب منصة "ديفانس لاين" اليمنية، تمكنت المليشيا من إنشاء بنية تحتية عسكرية متطورة في تلك المناطق، تشمل حظائر ومدارج محصنة للصواريخ والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، ومخابئ مدفونة لمنصات إطلاق ثابتة ومتحركة، موزعة في مغارات واسعة ومزارع بين منطقتي الغيل ومجزر.
كما رُصدت تحركات لنقل أنظمة توجيه حديثة وذخائر استراتيجية، في إطار خطة تهدف إلى توسيع رقعة المواجهة وتكريس التهديدات ضد الأمن الإقليمي والدولي، انطلاقاً من أراضٍ يمنية.
وفي رد مباشر على هذه التحركات، شنت مقاتلات أمريكية منذ 15 مارس الماضي عشرات الغارات على مواقع عسكرية حوثية في مديرية الحزم ومحيطها، وامتدت لأول مرة إلى عمق مديرية مجزر، ضمن تصعيد واضح في الحرب الجوية ضد منشآت المليشيا.
التحركات الحوثية الأخيرة تكشف عن تحول تلك المناطق إلى مركز حرب إيرانية بالوكالة، يستخدمه الحوثيون لتهديد الملاحة الدولية وضرب أهداف إقليمية، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للردع والحسم.