كشف نائب مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة، غالب القديمي، عن معلومات خطيرة تتعلق بالانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي في مدينة أمين مقبل السكنية الواقعة في مديرية الحوك، الدائرة 164، والتي كانت في السابق تُعد من أرقى المجمعات السكنية وتضم فلل فاخرة يسكنها رجال أعمال ومسؤولون وأكاديميون، وبعض الشخصيات المطلوبة دوليًا، من بينهم فارس الحباري المتهم بتهريب الأسلحة.
وبحسب ما نشره القديمي على صفحته الرسمية في "فيس بوك"، فقد أدى احتلال الحوثيين للحديدة ومضايقتهم للتجار ورجال الأعمال إلى نزوح جماعي للسكان الأصليين من المدينة، حيث انتقل البعض إلى صنعاء، وآخرون إلى عدن، فيما غادر آخرون البلاد بالكامل، ما أدى إلى فراغ سكاني كبير استغلته الميليشيا.
وأشار القديمي إلى أن الحوثيين استولوا على معظم الفلل السكنية، لا سيما التابعة لأولئك الذين رفضوا الانقلاب والتحقوا بالشرعية، وقاموا بإحداث إحلال ديموغرافي واسع داخل المدينة. وتم إسكان عناصر حوثية قدمت من صعدة وحجة وذمار وصنعاء وعمران، في هذه الفلل، التي تم نهب محتوياتها ونقل الأثاث إلى المحافظات الشمالية، فيما تم تحويل بعضها إلى سجون وغرف عمليات.
ومن أبرز الفلل التي تم الاستيلاء عليها، منزل فارس الحباري، والذي تحوّل أولاً إلى سجن سري ثم إلى مقر لما يُسمى الأمن والمخابرات الحوثية، بالإضافة إلى فيلا حمود عباد المعين كـ "أمين العاصمة"، وأخرى لقاضٍ موالٍ للميليشيا.
وأكد القديمي أن أغلب من يسكن الآن في مدينة أمين مقبل هم قيادات حوثية، مشيرًا إلى أن مقاطع الفيديو التي وثّقت الضربة الجوية الأميركية الأخيرة على إحدى الفلل داخل المدينة أظهرت بوضوح أن الضحايا ينتمون لصفوف الميليشيات، متحديًا الحوثيين أن يُعلنوا هويات الضحايا الرباعية.
ورغم سقوط مدنيين في تلك الضربات، شدد القديمي على تحميل ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن ذلك، بسبب إصرارهم على استخدام الأحياء السكنية كمواقع عسكرية وتحويل المدنيين إلى دروع بشرية.
وفي تطور لافت عقب القصف، قال القديمي إن الميليشيا اعتقلت عددًا من المواطنين الذين صوّروا مشاهد من القصف، وأغلقت المنطقة بالكامل، وصولًا إلى حي الربصة المجاور، مع انتشار مكثف للمسلحين الحوثيين في الأزقة والشوارع، في محاولة للتعتيم الكامل على ما جرى.
وختم القديمي منشوره بتأكيد إدانته لأي استهداف للمدنيين، مشددًا على أن الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي هي السبب الرئيسي لكل ما يجري، مطالبًا المجتمع الدولي بإجبار الجماعة على إخراج ثكناتها وقياداتها من الأحياء السكنية لحماية أرواح الأبرياء.
كما دعا القديمي إلى التدقيق في مقاطع الفيديو التي تم تداولها، مؤكدًا أن ملاحظة لهجات الأشخاص وملامحهم تكشف بوضوح أنهم ليسوا من أبناء الحديدة وإنما من مناطق شمالية كصعدة، داعيًا إلى عدم السماح للحوثيين بالمزايدة باسم "نصرة غزة" بينما يحولون المدنيين اليمنيين إلى أدوات في حرب عبثية.