أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، أنه لا بد من صنعاء وإن طال الزمان في رده على سؤال وجهته إليه صحيفة "عكاظ" السعودية.
وأفصح أنه في حال لم تؤت الجهود الدبلوماسية ثمارها، فإن الحكومة اليمنية ستعاود العمل العسكري ضد الحوثي.
وحول الضربات الأمريكية التي تستهدف جماعة الحوثيين، وهل هناك تنسيق أو تعاون أو أي شكل من أشكال التواصل مع واشنطن، قال الوزير اليمني: "الضربات الأمريكية جاءت ضمن الإستراتيجية الأمريكية للتعامل مع الحوثيين، وعقب تصنيفهم جماعة إرهابية من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب.. وكنا كحكومة يمنية منذ وقت مبكر نتحدث عن الطابع العدواني الذي يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة، ليس فقط على أراضي اليمن وشعبها، وإنما يطال هذا التهديد المنطقة ككل، وهذا ما ثبت من خلال تصعيد الممارسات التي يقوم بها الحوثيون من تهديد مباشر للملاحة البحرية ومصادرة حرية التجارة العالمية، وبالتالي ما تقوم به الولايات المتحدة هو نتيجة لهذا السلوك الذي ينتهجه الحوثيون، بمعنى أن هذا السبب لما تقوم به أمريكا، وبالنسبة لنا كحكومة يمنية يهمنا أن نفرض السيطرة على كافة الجغرافية اليمنية، والتي لو كانت متواجدة، لانتفى وجود هذه الفوضى ولما تعرض اليمن لمثل هذه الأحداث".
ورداً على سؤال كيف ترى الحكومة الشرعية أهمية أو جدوى أي عمل عسكري في هذا التوقيت؟ رد وزير الخارجية اليمني: "هناك حلقات مترابطة ضمن إستراتيجية المنطقة بشكل عام، فكلنا نعلم أن الحوثيين أذرع لآخرين في المنطقة، وتم تزويدهم بصواريخ وطائرات مسيرة، ما يمثل تهديداً مباشراً للمنطقة بشكل عام، لافتاً إلى ما حل بما يسمى محور المقاومة في سورية ولبنان واليمن، باعتبارهم أدوات تنفيذية لسياسات دولية وإقليمية في المنطقة".
وقال: تتمثل الأهداف المعلنة للضربات الأمريكية في تأمين حرية الملاحة البحرية، بغض النظر عن الوضع في اليمن والذي لا يعنيهم، وبالنسبة لنا نحن مع أي عمل أو تحرك من شأنه إضعاف الحوثيين، حيث كانت القوات الحكومية تعتزم دخول الحديدة في 2018، وللأسف منعنا من دخولها، وأصبحت الحديدة اليوم البؤرة والشريان الذي يهدد الملاحة البحرية بشكل عام.
وأضاف: بالنسبة لنا كحكومة سنتعاطى ونتفاعل مع كل الخطوات والجهود السلمية المقدمة من جهة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ولكن لا نريد تفسير هذا التعاطي والرغبة في السلم منا ومن الأشقاء الفاعلين بأنه عامل ضعف يسمح للحوثيين بالتمدد والاستمرار، ففي حال لم تؤت هذه الجهود أكلها، بالتأكيد سنتجه للحسم العسكري.
وحول رصدت هيئة مكافحة الفساد في تقريرها حالات فساد بقنصليتي اليمن في القاهرة وجدة.. إلى أين وصلت جهود الخارجية لإعادة هيكلة السفارات؟ قال وزير الخارجية شائع الزنداني: هناك الكثير من الملاحظات المتعلقة بوضع البعثات الدبلوماسية الخارجية عموماً، ووضع وزارة الخارجية يعد استثنائياً، وللأسف لم يتم حتى الآن استكمال بناء الوزارة، وكانت تعتمد في نشاطها على الخارج، وقد باشرنا بخطة طموحة تتضمن الإصلاح الهيكلي والتنظيمي وانطلاق عمل الوزارة من العاصمة المؤقتة عدن، وتنسيق التنقلات وإعادة المبعوثين من الخارج، وتعيين بدلاء من الداخل، وإعادة هيكلة السفارات، بما يضمن ترشيد النفقات وتوفير موارد النقد الأجنبي، تبعاً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وقد تتعثر بعض الخطوات نظراً للواقع المادي المتردي، ولكن المضي قدماً مستمر في الإصلاحات، وتم تحقيق خطوات مهمة، وسيتم التعامل مع الملفات المتعلقة بوزارة الخارجية، سواء المتعلقة منها بقضايا الفساد المطروحة أو غيرها وفقاً للأولويات، أملاً في تحسين الواقع وتأدية مهام وزارة الخارجية بما يحقق المصالح الوطنية لليمن أرضاً وشعباً.
وحول سؤال متى تعودون إلى صنعاء؟ رد الوزير اليمني: لا بد من صنعاء وإن طال الزمان.. نأمل في تعزيز وحدتنا الوطنية، ولدينا الكثير من القدرات والإمكانات التي ما إن تسخر لتحقيق الهدف الأساسي، فإنها ستحققه.