في مشهد يفطر القلوب، خطفت السيول الغزيرة التي اجتاحت محافظة إب، اليوم الثلاثاء، حياة طفل لم يتجاوز عمر البراءة، كان يركض خلف علب البلاستيك وسط الشوارع الغارقة، محاولًا جمع ما يسد رمق عائلته.
لكن القدر لم يمهله طويلًا، إذ تشبث بعمود كهربائي هربًا من التيار الجارف، لتصعقه الكهرباء في لحظة مؤلمة، أنهت حياته على الفور، تاركًا والدته تحتضن جثمانه الغض وسط دموع الصدمة والفقد.
الحادثة التي وقعت في منطقة السبل، حارة الرشيد، أعادت إلى الواجهة حجم المعاناة التي يعيشها اليمنيون، وسط تجاهل تام من سلطات الأمر الواقع الحوثية التي فشلت في تأمين شبكات الكهرباء أو اتخاذ أي إجراءات لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وأظهرت الصور التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل مشهدًا موجعًا للأم تحتضن طفلها بعد انتشاله من السيل، في لحظة اختزلت ألم وطن بأكمله.
شهود عيان أكدوا أن الطفل كان يعمل بجمع البلاستيك يوميًا مع والدته لتوفير قوت يومهم.
ولم تقف المأساة عند هذا الحد، فقد جرفت السيول سيارة أخرى في حي قريب من مدرسة المجد، ويُعتقد أن سائقها قد فارق الحياة، في حين لم يُعثر على جثمانه حتى الآن.
كما تسببت السيول بجرف ثلاث سيارات وعدد من الدراجات النارية في المدينة ذاتها.
وتأتي هذه الكارثة بعد أيام فقط من مأساة أخرى، حيث غرقت أسرة كاملة مؤلفة من أربعة أشخاص، الأحد الماضي، في منطقة ميتم جنوب شرقي إب، ولم ينجُ منها سوى فتاة وحيدة.