في تصعيد خطير يعكس سياسة القمع التي تنتهجها مليشيا الحوثي ضد أي صوت احتجاجي، أقدمت المليشيا على اختطاف أكثر من 20 سائق شاحنة (نيس) في محافظة ذمار جنوب صنعاء، إثر مشاركتهم في إضراب مفتوح رفضًا لفرض جبايات جديدة وصفت بأنها "إتاوات بلا قانون".
وأفادت مصادر ميدانية أن حملة الاعتقالات جرت مساء الجمعة، بعد تمسك السائقين بموقفهم ورفضهم الاستسلام لما سموه بـ"الجرعة الحوثية الجديدة"، والمتمثلة بإلزامهم دفع 15 ألف ريال من الطبعة القديمة لكل شاحنة لصالح قيادي حوثي يدعى "الجمل".
السائقون المضربون كانوا قد أصدروا بيانًا قبل الاعتقال، أعلنوا فيه مواصلة الإضراب حتى إيقاف ما وصفوه بـ"البلطجة المالية" التي تُمارس ضدهم بشكل منهجي، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم المتمثلة بوقف النهب المنظم الذي يستهدف أرزاقهم.
المصادر أكدت أن جماعة الحوثي لم تفتح أي قنوات حوار مع السائقين، بل لجأت مباشرة إلى القمع والاختطاف، في خطوة تعكس رفضها لأي تحرك مطلبي حتى وإن كان سلميًا.
ما يحدث في ذمار ليس مجرد نزاع بين سائقي شاحنات وسلطة أمر واقع، بل هو صراع بين لقمة العيش وآلة جباية لا تعرف الرحمة، وسط صمت مخيف من الجهات الحقوقية.