شهدت العاصمة صنعاء، مساء الأحد، واحدة من أعنف ليالي القصف الجوي، حيث شنّت الطائرات الأمريكية سلسلة غارات مكثفة بقنابل شديدة الانفجار، استهدفت مواقع حوثية في مناطق متفرقة من المدينة، في إطار التصعيد العسكري المتواصل منذ منتصف مارس، والذي تقول واشنطن إنه يهدف لتحييد القدرات العسكرية للجماعة.
وبحسب مصادر محلية، فقد استُهدفت مخازن أسلحة في سفح جبل "نُقُم" شرق صنعاء بخمس غارات متتالية، هزّت المنطقة بانفجارات عنيفة، وسط تصاعد ألسنة اللهب من المواقع المستهدفة.
وفي مديرية شعوب، سُجلت غارة طالت حي فروة الشعبي، ما أدى إلى سلسلة انفجارات، دون تأكيدات حتى اللحظة عن وقوع إصابات بين المدنيين، وسط مخاوف من امتداد آثار التفجيرات إلى الأحياء المجاورة.
أما منطقة فج عطان في مديرية معين، فقد تعرّضت لثلاث غارات قوية، استهدفت منشآت عسكرية حوثية يُعتقد أنها تحتوي على بنية تحتية لتخزين الأسلحة.
وامتد القصف أيضًا إلى منطقة عصر، حيث هزّت انفجارات ضخمة الحي، بعد غارتين جويتين استهدفتا منشأة مرتبطة بمشروع النظافة، وسط أنباء عن استخدام الموقع لأغراض غير مدنية من قبل الجماعة.
وتواصل الطائرات الحربية الأمريكية التحليق الكثيف في سماء صنعاء، في مؤشر على احتمال تنفيذ ضربات إضافية خلال الساعات القادمة.
وفي الحديدة، قالت المصادر إن ما لا يقل عن 5 غارات أمريكية دمرت مواقع بحرية بما في ذلك رادارات وأجهزة توجيه وورش زوارق مسيرة للحوثيين في جزيرة "كمران" المحاطة بالألغام البحرية.
أما في مأرب، تشير المصادر إلى أن 3 غارات أمريكية دمرت مواقع عسكرية متقدمة لمليشيات الحوثي في جبهات الجوبة، جنوبي المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
تجدر الإشارة إلى أن جبل نقم، فج عطان، وعصر، تُعد من أبرز المناطق التي تتخذها جماعة الحوثي كمخازن استراتيجية أو مواقع دعم لوجستي في العاصمة، ما يجعلها أهدافًا متكررة للغارات الأمريكية ضمن عملية "حماية الملاحة الدولية" التي تقودها واشنطن ضد الجماعة منذ أسابيع.