في تحرك دبلوماسي لافت يعكس ديناميكية الموقف السعودي من الأزمة اليمنية، أكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد سعيد آل جابر، أن المملكة مستمرة في دعمها الكامل لجهود تحقيق السلام والمصالحة الوطنية، والعمل على استعادة الاستقرار الشامل في اليمن.
جاء ذلك خلال لقاء عُقد اليوم الإثنين، في العاصمة السعودية الرياض، جمع السفير آل جابر برئيس هيئة التشاور والمصالحة، محمد الغيثي، إلى جانب عدد من قيادات المكونات السياسية اليمنية المنضوية تحت الهيئة.
وأوضح آل جابر، في تصريح صحفي أن اللقاء ناقش سبل توحيد الجهود السياسية والوطنية لدفع العملية السلمية إلى الأمام، مشددًا على أهمية التكاتف ودعم كل المبادرات الرامية إلى إنهاء الصراع واستعادة الدولة اليمنية.
اللقاء الذي اعتُبر من قبل مراقبين "محوريًا"، يأتي بعد أيام فقط من زيارة السفير آل جابر إلى العاصمة الإيرانية طهران، ضمن الوفد الرسمي المرافق لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في زيارة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا إقليمية تتجاوز السياق الثنائي.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات السعودية المكثفة، وآخرها الاجتماع مع قيادة هيئة التشاور، تعكس تصميمًا واضحًا على الدفع بعملية السلام إلى الأمام رغم العوائق، في ظل استمرار تعنّت مليشيا الحوثي ورفضها المتكرر لمبادرات التهدئة والانخراط في مفاوضات جادة.
وأكد محللون أن مشاركة السفير آل جابر في زيارة طهران، ثم لقائه بقيادات يمنية مباشرة بعدها، يكشف عن سعي سعودي لربط المسارين الإقليمي والوطني، في محاولة لإزالة العُقد التي تعرقل الحل السياسي، وتقديم خارطة طريق واقعية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عقد.