في مشهد عبثي وضمن مسرحيات كوميديا حاكم اليمن المغترب، عقد الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء اجتماعًا وصف بـ"الاستراتيجي"، بينما الريال اليمني يواصل هبوطه التاريخي دون أي مؤشرات لحلول اقتصادية أو إجراءات عاجلة.
الاجتماع الذي ضم هيئة التشاور والمصالحة وقيادات الأحزاب، بدا وكأنه محاولة فاشلة لإقناع الداخل والخارج بأن شيئًا ما يحدث، بينما الحقيقة الوحيدة هي أن الريال اليمني ينهار بسرعة قياسية، مسجلًا 2506 ريالات للدولار الواحد في العاصمة عدن، وهو أدنى مستوى له في التاريخ.
وبينما المواطن اليمني يغرق في فوضى الأسعار، وانقطاع الرواتب، وتدهور الخدمات، كان الرئيس العليمي يرحب ويبتسم ويشيد بـ"الاصطفاف الوطني العريض" وجهوزية الخطب الرنانة، متحدثًا عن "تحولات إيجابية في الخطاب"، وكأن الأزمة تكمن في الكلمات لا في الواقع الاقتصادي المنهار.
ولم يتوانَ العليمي عن تكرار الأسطوانة المشروخة حول "مشروع اليمنيين"، متجاهلًا تمامًا النزيف المستمر في قيمة العملة الوطنية، وفشل حكومته في اتخاذ أدنى خطوات حقيقية لوقف الانهيار الاقتصادي أو صرف المرتبات.
وبينما ينتظر المواطن اليمني حلاً لارتفاع أسعار الخبز، وتدهور الكهرباء، وتوقف الصادرات، انشغل الرئيس ومجلسه بخطابات التجميل السياسي، والتفاخر بالشراكات الدولية، وكأنها ستسدد فواتير الكهرباء أو تملأ خزائن البنوك الخاوية.