غادر محافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي البلاد متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، على رأس وفد رفيع من قيادات السلطة المحلية، وذلك عبر مطار سيئون الدولي، في زيارة رسمية تأتي في وقت بالغ الحساسية سياسيًا وأمنيًا.
وبحسب مصادر رسمية، جاءت الزيارة استجابة لدعوة من القيادة السعودية، حيث يُتوقع أن يبحث بن ماضي مع كبار المسؤولين السعوديين ملفات ساخنة تتعلق بالوضع الأمني والعسكري، إلى جانب قضايا تنموية وخدمية استراتيجية.
وتأتي هذه الزيارة وسط أجواء مشحونة، عقب تصاعد دعوات حلف قبائل حضرموت لمنح المحافظة حكمًا ذاتيًا، بعد أيام من عودة رئيس الحلف عمرو بن حبريش من زيارة مشابهة للرياض التقى خلالها بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ما زاد من التكهنات حول تحركات مرتقبة قد تعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة.
وتزامنت زيارة المحافظ أيضًا مع تصعيد لافت في الخطاب السياسي داخل حضرموت، إثر زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي وجه انتقادات حادة لتحركات الحلف القبلي، ما زاد من منسوب التوتر وأثار مخاوف جدية من انزلاق الأوضاع نحو صدام محتمل أو فراغ أمني في المحافظة الغنية بالنفط والموقع الجيوسياسي الحساس.
وتُقرأ زيارة بن ماضي على أنها محاولة أخيرة لاحتواء الأزمة المتفاقمة، أو ربما تمهيد لتحولات كبرى ترسم ملامح مرحلة جديدة في حضرموت المضطربة.