في مشهد يعكس فوضى السلاح وانفلات الأخلاق داخل المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، أقدم ضابط تابع للقوات العسكرية في مدينة التربة بمحافظة تعز، برفقة عدد من الجنود، على اقتحام محل تجاري والاعتداء بشكل همجي على مالكه التاجر جلال المشرقي، قبل أن يُختطف علنًا دون أي مسوغ قانوني.
وبحسب مصادر محلية، فإن الضابط ينتمي للمجمع الحكومي في المدينة، ونفّذ العملية مستغلًا نفوذه وغياب الدولة، حيث أظهر مقطع مرئي صادم، وثقته كاميرا المراقبة، لحظة الهجوم الوحشي والاختطاف من داخل المحل. الفيديو سرعان ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار موجة غضب شعبية عارمة في أوساط أبناء تعز.
وصف ناشطون ومواطنون الجريمة بأنها "بلطجة حزبية" و"إرهاب منظم" برعاية جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح، مطالبين بضرورة محاسبة الضابط ومن معه، وإطلاق سراح التاجر فورًا، محذرين من تكرار مثل هذه الانتهاكات في ظل الصمت المخزي للسلطات المحلية.
اللافت أن إدارة أمن تعز لم تنكر الواقعة، بل أقرّ بها ناطقها الرسمي إبراهيم الشرعبي، مؤكدًا أن الضابط المعتدي أحد أفراد قوات الأمن الخاصة في التربة، في اعتراف رسمي يزيد من حالة الغضب الشعبي ويكشف مدى الانهيار في منظومة الأمن بالمناطق التي يهيمن عليها الحزب.
ويُعد هذا الحادث نموذجًا صارخًا لانحراف مؤسسات الدولة تحت عباءة الحزب، ما يُعزز الاتهامات الموجهة للإصلاح بتحويل الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى أدوات لقمع المواطنين وخدمة أجنداته السياسية بعيدًا عن القانون والعدالة.