كشف الجيش الأمريكي عن الجهة المسؤولة عن الانفجار الدموي الذي هزّ أحد أحياء العاصمة المحتلة صنعاء الأحد الماضي، مؤكداً أن المجزرة لم تكن نتيجة غارة أمريكية كما ادعت مليشيا الحوثي، بل ناجمة عن صاروخ حوثي سقط على سوق شعبي مكتظ بالسكان.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، مساء الخميس، إن تحقيقاتها الميدانية وتحليل الأدلة من موقع الحادث أثبتت أن الصاروخ الذي تسبب في الكارثة أُطلق من داخل مناطق سيطرة الحوثيين وسقط بالخطأ في سوق وحي فروة، القريب من موقع تراثي مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في صنعاء القديمة.
وأوضح المتحدث باسم القيادة المركزية أن أقرب غارة أمريكية نفذت في تلك الليلة كانت على بُعد أكثر من خمسة كيلومترات من موقع الانفجار، مشيراً إلى أن مراجعة مقاطع الفيديو والصور من الأرض أظهرت شظايا للصاروخ مكتوب عليها بالعربية، ما يشير إلى أنه من نوعية الصواريخ الدفاعية التي يستخدمها الحوثيون.
وبحسب المصدر ذاته، فإن مليشيا الحوثي سعت فوراً إلى طمس الحقيقة، من خلال تطويق المنطقة أمنيًا، واعتقال عشرات المدنيين الذين التقطوا مشاهد توثيقية للحظة سقوط الصاروخ، إضافة إلى منع وسائل الإعلام من تغطية الحدث بشكل مستقل.
وفي السياق، أكد وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها، معمر الإرياني، أن ما حدث ليس حادثًا عرضيًا، بل جريمة حوثية مدبرة تهدف إلى تأليب الرأي العام وخلط الأوراق، مشيرًا إلى أن الجماعة حاولت إلصاق التهمة بالغارات الأمريكية لتغطية فشلها المتكرر وتضليل السكان.
وأشارت منظمات حقوقية إلى أن المليشيا اختطفت أكثر من 30 مدنياً على خلفية نشر مقاطع توثق الحادثة، في محاولة يائسة لإخفاء الأدلة على تورطها المباشر.
وكانت سلطات الحوثيين قد أعلنت مقتل 12 مدنيًا وإصابة 34 آخرين في الانفجار، متهمةً الولايات المتحدة بتنفيذه، وهي رواية شككت بها جهات محلية ودولية منذ اللحظة الأولى، خاصة مع تضارب أقوال شهود العيان وغياب الشظايا المعتادة لضربات جوية.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد عسكري أمريكي متواصل ضد الحوثيين، رداً على استهدافهم حركة الملاحة في البحر الأحمر، في حملة تهدف لتقويض قدرات الجماعة العسكرية والاقتصادية.