في تطور خطير يعكس أثار الضغوط العسكرية الأمريكية، أكدت مصادر مطلعة في قطاع النقل أن محافظة عمران، الواقعة شمال العاصمة صنعاء، تشهد أزمة خانقة في الوقود تسببت في توقف شبه كامل لشاحنات نقل مواد البناء، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة الحوثي.
وحسب المصادر، توقفت أكثر من 100 قاطرة تعمل في نقل الإسمنت من مصنع عمران إلى مصنع الأهلي منذ عدة أيام، بسبب انعدام مادة الديزل بشكل تام. هذا النقص الحاد في الوقود فاقم من الأوضاع الاقتصادية ورفع من الأعباء على المواطنين، خاصة في ظل تدهور الحركة التجارية.
وتشير المعلومات إلى أن السائقين الذين يعملون في هذا القطاع يواجهون صعوبات متزايدة بسبب النقص الحاد في الوقود، حيث تم اتهام قيادات نافذة في مصنعي أسمنت عمران والأهلي بمحاولة خفض أجور النقل للسيطرة على السوق واحتكار النقل لصالح شركات خاصة تابعة لهم.
ويأتي هذا الوضع في وقت حساس بعد أن استهدفت القوات الأمريكية قبل أكثر من أسبوع ميناء رأس عيسى، الذي يُعد المورد الرئيس للوقود إلى مناطق الحوثي، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل. ورغم محاولات مليشيا الحوثي الترويج عبر بيانات رسمية بوجود وقود في الأسواق، إلا أن الواقع يكشف عن أزمة حقيقية تهدد بتوقف النشاط التجاري في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تعد هذه الضغوط جزءًا من استراتيجية أمريكية تهدف إلى تضييق الخناق على الحوثيين، وتشير إلى أن الضربات العسكرية الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها بشكل واضح، حيث تتسارع تداعيات الأزمة في القطاعات الاقتصادية الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان في ظل غياب أي حلول عاجلة.