أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين في دورتها الأولى اليوم فوز مؤسسة التنمية المستدامة في اليمن الشقيق كأفضل مؤسسة إنسانية في منطقة آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تقدم خدمات الدعم والمناصرة للاجئين والمهجرين وذلك تقديرا لجهودها الكبيرة ونتائجها الإيجابية الملحوظة على صعيد الخدمات التي قدمتها للاجئين والمهجرين اليمنيين في ظل الظروف التي يمر بها اليمن.
وتحظى جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وتنظمها مؤسسة القلب الكبير المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .
وتمنح الجائزة للأفراد أو المؤسسات ممن يقومون بتنفيذ مبادرات فاعلة ومؤثرة لمناصرة ودعم اللاجئين في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وستنال مؤسسة التنمية المستدامة مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي لدعمها من أجل مواصلة جهودها الإنسانية وسيتم تكريمها رسميا خلال حفل خاص يقام في الشارقة يوم 7 مايو الجاري .
وستعمل مؤسسة القلب الكبير على إبراز الجهود التي بذلتها المؤسسة الفائزة من أجل دعم ومناصرة اللاجئين في مختلف وسائل الإعلام والمحافل الدولية المعنية بقضايا اللاجئين والعمل الإنساني.
و حول أهمية الجائزة وجهود العمل الإنساني قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن " أقل ما يمكن فعله تجاه الجهود الإنسانية الكبيرة والفاعلة هو أن نكون لها مكرمين ومقدرين فالخير والعطاء يكبر بعنايتنا وتقديرنا وما تقوم به الكثير من المؤسسات الإنسانية على مستوى دعم ومساندة اللاجئين يؤكد أن العالم على الرغم مما يمر بها من صراعات ونزاعات إلا أنه بخير ولا يزال للرحمة والحب مكان في قلوبنا و ما "جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين" إلا رسالة احترام وتقدير نبعثها لكل من كان يدا وعونا للاجئين حول العالم نقول فيها: واصلوا المسيرة ونحن معكم حتى ينعم كل لاجئ بالأمان والصحة والعافية".
وأضافت سموها " إن ما قامت به "مؤسسة التنمية المستدامة" في اليمن الشقيق يسجل في تاريخ منجزها الإنساني ويؤكد أن أبناء اليمن يملكون المحبة والأمل لبناء الخير في بلادهم إذ يعد ما تطرحه من مبادرات وجهود نموذجا للكثير من المؤسسات في المنطقة ويعد تجربة رائدة تدفع بالشباب لتوحيد طاقاتهم والنهوض بواقعهم لمساعدة المحتاجين والمرضى واللاجئين".
وجاء اختيار مؤسسة التنمية المستدامة لنيل هذه الجائزة العالمية تقديرا لما أبدته من تفان والتزام في الحد من معاناة اللاجئين والمهجرين وإطلاقها لمبادرات ساهمت في تحسين ظروفهم وعززت من صمودهم في مواجهة آلام الحرب وقسوة الحياة مع حرصها على استثمار الموارد المالية المتاحة بكفاءة وعدالة وشفافية واهتمامها بالاستماع إلى أصوات المتضررين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية ومنحهم الأمل والثقة بالمستقبل.
و أنشئت " مؤسسة التنمية المستدامة " في العام 2003 بجهود مجموعة من المتطوعين اليمنيين الأفراد الذين يجمعهم الشغف بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المسـتدامة والاسـتجابة السريعة للاحتياجات الإنسـانية بهدف الوصول إلى مجتمع صحي وعادل من خلال بناء وتعزيز استدامة الأسر والأفراد ودعم القدرة على صمود المجتمعات وتوفير سبل العيش الكريم للفئات المجتمعية الأكثر تضررا في اليمن.
ونفذت المؤسسة خلال العامين الماضيين العديد من المبادرات والمشاريع التي أسهمت في تحسين حياة عشرات الآلاف من الأفراد خاصة الأطفال والنساء في تسع محافظات يمنية ركزت من خلالها على توفير الغذاء والحماية والتعليم والطاقة إضافة إلى تعزيز سبل المعيشة وتحقيق التمكين الاقتصادي والعمل على بناء السلام متجاوزة كل الظروف الصعبة الناجمة عن الاضطرابات التي تمر بها بلدهم.
وعلى الرغم من التحديات والمخاطر الناجمة عن ما تمر به اليمن من اضطرابات فقد صممت مؤسسة التنمية المستدامة على تنفيذ مبادراتها المجتمعية والإنسانية ذات التأثير المستدام ومن أبرزها مشروع ورصد وتقييم نزع الألغام والذي شمل ثماني محافظات يمنية تعد الأكثر تضررا من الصراع الدائر هناك وبفضل هذا المشروع نجحت المؤسسة في توفير الحماية للمدنيين وخصوصا في المناطق الريفية.
ومساهمة منها في حماية الأطفال اللاجئين بادرت المؤسسة إلى تنفيذ سلسلة من الورش التدريبية والفعاليات الترفيهية الرامية إلى تعزيز آليات حماية الأطفال وتسهيل دمج اللاجئين منهم بما يشمل نحو 10 ألاف و764 طفلا في محافظة صنعاء كما قامت بتوفير الفرص الدراسية والمنح التعليمية لحوالي 20 ألفا و226 طفلا لاجئا في المحافظة ذاتها مع توفير الدعم الاجتماعي لمنع التسرب من التعليم.
ولأن الماء يعد عصب الحياة وفي ظل الانقطاع المتكرر للمياه في بعض المناطق اليمنية نتيجة تعطل أعمال الصيانة والتطوير لمصادر المياه نفذت المؤسسة مشروعا طموحا بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتوفير خزانات مياه صحية ومضخات للمياه تعمل بالطاقة الشمسية لعدد 4 آبار استفاد منها أكثر من 4 آلاف شخص في مديرية بني قيس بمحافظة حجة.
ووقفت المؤسسة بقوة إلى جانب العائلات التي تفتقر إلى الغذاء فقدمت سلالا غذائية لتخفيف المعاناة الإنسانية لحوالي 1300 أسرة في محافظتي صنعاء وحراز إضافة إلى 37 ألفا و900 أسرة متضررة في محافظة مأرب كما قدمت سلالا غذائية شهرية لنحو 200 أسرة في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة ووفرت وجبات إفطار لنحو ألفي لاجئء ونازح في أمانة العاصمة خلال شهر رمضان من العام الماضي.
ودعما منها للشباب النازحين نفذت المؤسسة في عام 2015 مشروع الاستجابة العاجلة " النقد مقابل العمل" والذي أتاح لحوالي 250 لاجئا في محافظة حجة فرص عمل مؤقتة لمدة ثلاثة أشهر من أجل تدبير أمورهم والوفاء باحتياجاتهم العاجلة من المواد الأساسية.
وتواصل حاليا تنفيذ مشروع مشابه يحمل عنوان "تعزيز القدرة على الصمود في الريف اليمني" من شأنه توفير وظائف مؤقتة لمدة سنتين لنحو 1700 شاب وشابة في محافظتي حجة والحديدة.
و إلى جانب هذه المشاريع والمبادرات أنجزت المؤسسة عددا من الدراسات المهمة التي تفيد المنظمات والمؤسسات الإنسانية المعنية باللاجئين والنازحين من بينها دراسة مسح عن الأطفال المتسربين من المدارس ودراسة مسح لوضع قاعدة بيانات لستة آلاف أسرة متضررة في محافظة مأرب ودراسة أخرى ل 1200 أسرة متضررة في محافظتي حجة والحديدة لتوفير منظومات طاقة شمسية لهم.