آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-12:47م

اثنا عشر عاما .. !!

الجمعة - 19 يوليه 2024 - الساعة 03:27 م

د. طه حسين الروحاني
بقلم: د. طه حسين الروحاني
- ارشيف الكاتب


من الصف الاول الابتدائي الى الثاني الاعدادي في مدرسة بغداد، والصف الثالث الاعدادي في مدرسة ٢٦ سبتمبر، ومن الصف الاول الثانوي الى الثالث الثانوي في مدرسة الكويت،

المدارس الثلاث كانت مدارس حكومية موجودة في امانة العاصمة بصنعاء خلال فترة الثمانينات وحتى بداية التسعينيات، قضيت فيها اثنا عشر عاما كانت من اجمل سنوات العمر والحياة،

اثنا عشر عاما دراسيا لا اذكر فيها ان غاب مدرس، ولم اعرف ان كانت هناك مادة بدون استاذ، ولم نسمع بشيء اسمه نقص في المعلمين، ولا ابالغ ان بعض المواد كان لها استاذ المادة الاساسي واستاذ تحت التدريب من خريجي التربية، والجميع براتب،

اثنا عشر عاما دراسيا كنا نستلم فيها الكتب قبل بدء الدراسة باسبوع على الاقل وكان يسمى موعد تسليم الكتب، كانت كل الكتب جديدة رائحتها تفوح اجمل من كل عطور الدنيا، ولم ينقص علي او على احد من زملائي كتابا واحدا، ولم ندفع مقابلها فلسا واحدا،

اثنا عشر عاما دراسيا لم ادفع خلالها لاي من المدارس المذكورة ريالا واحدا مقابل اي رسوم او تحت اي مسمى، ولم نفكر لمجرد التفكير او يخطر على بالنا يوما ما ان هناك شيء اسمه "ان ندفع للمدرسة"، او ان المدرسة تطلب او تستلم ريالا واحدا،

اثنا عشر عاما دراسيا شاملة التدريس والاختبارات والتسجيل والتحويل والنقل والشهادات والانشطة والرحلات والمسابقات والدوري والجوائز والادوات الرياضية وتجارب العلوم والمكتبة وغيرها وجميعها مجانا،

اثنا عشر عاما دراسيا وصيانة الكراسي والماسات واستبدال التالف وصيانة الفصول والادارات والساحات ودورات المياة ودهان الجدران وغيرها سنويا، ولم ندفع او نساهم الا في زينة الفصل اختياريا،

اثنا عشر عاما دراسيا لم يكن وضع الدولة المالي حينها باحسن حال من اليوم الا ان مسؤوليتها تجاه التعليم كانت اعظم واكبر واهم من اي شيء آخر، ولم ندرك تلك المسؤولية وحجمها وذلك الاهتمام والتفاني والاخلاص الا اليوم،

د. طه حسين الروحاني