آخر تحديث :الأحد-15 سبتمبر 2024-01:44ص

هل نُصلح المعبد أم نهدمه!

الإثنين - 12 أغسطس 2024 - الساعة 12:56 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


كل مؤمن بعودة الدولة إلى اليمن استبشر خير بإعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة، وبتشكيلة قيادتها، في أبريل 2022م، كون رئيس المجلس وقياداته شخصيات وازنة، ويمثلون تقريبًا معظم مناطق اليمن جغرافيًا، وسياسيًا، ولهم إسهامات على الأرض لا تُنكر، في دحر الوباء الرسي السلالي عن البلاد.

اليوم وعند النظر في إنجازات مجلس القيادة الرئاسي من ذلك التاريخ وحتى اليوم، نجد أنه تم تحقيق إنجازات كثيرة مهمة لا تُنكر، ولكنها تظل دون المستوى الذي نريد أن نصل إليه، أو يطمح إليه المواطن اليمني.

العجيب في الأمر أن الدولة ما زالت تُسير وتُدار بقيادات ذلك الوضع الذي قلبنا صفحته في أبريل 2022، وما تغير فقط طال رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية، ولم يحدث تغيير في أعضاء الحكومة أو المحافظات أو السفارات، أو قيادات الجيش.

اليوم الكل يشعر بقلق كبير جراء حالة عدم التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي، على إشغال مناصب عليا في الدولة، هي شاغرة منذ شهور طويلة، ناهيك عن إحداث تغييرات تطال مكامن الخلل في مفاصل الدولة المختلفة بالتغيير والعزل، حتى أن الجميع يرى أن شللًا كبيرًا ضرب المجلس.
حتى مجلس النواب أصابه الشلل كذلك.
لا نحتاج لهدم المعبد، أو التفكير في العزل والخلع والتبديل حاليا، كما سبق وأن خضنا فيه، فمن وجهة نظري أننا الآن نحتاج لإصلاح ما بأيدينا.
نحتاج للحديث مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس، ومصارحتهم بالصورة الحقيقية للمشهد السياسي في اليمن، من وجهة نظر المواطن، وخطورة استمرار حالة عدم التوافق والإجماع داخل المجلس لقضايا لا يجب أن تؤجل.
نحتاج لتنبيه الأخ الرئيس أن مكتب رئاسة الجمهوري اليوم معطل، وهو الذي يُفترض أن يكون الدينامو المحركة للدولة، ومحور التواصل بالناس، ومايسترو إيقاع حركة وتحرك الجميع.

للأمانة كان مكتب رئاسة الجمهوري قبل تغيير أبريل 2022، يعمل بطاقته القصوى، وهو الذي كان يسد جزًء كبيرًا من غياب الرئيس عبدربه، وعندما تمت معالجة ضعف أداء الرأس والرئيس، أُضعف مكتبها، فظل الضعف يعصف بالجميع، ويحاصر كل مؤسسات الدولة وأحزابها السياسية، ومشايخ البلاد ونخبها، في الوقت الذي نحن في حاجة الصغير قبل الكبير.

برأيي نحن شركاء جميعًا في هذا التغيير الذي حدث في مؤتمر المشاورات اليمنية اليمنية في أبريل 2022، في العاصمة السعودية الرياض، ويهمنا جميعًا نجاح المجلس الرئاسي، ومهمتنا تستلزم مواصلة النصح، وإصلاح ذات البين، وتقريب وجهات النظر بينهم، لما يصلح الحال ويرص الصفوف، ويوحد القرار بعد أن توحد صانعيه.
بلا جدال أن أداء المجلس الرئاسي يحتاج لإعادة ضبط وتوجيه، وتقويم، وتحتاج قيادته للنصح والدعم والمؤازرة.
همسة أخيرة لقيادة مجلس القيادة الرئاسي: لقد قدم الأشقاء السعوديون الكثير لإنقاذ بلادنا، فلا ينبغي أن يأتي القصور من خنادقنا.
ما أكتبه هو بدافع الحرص على نجاح الجميع، والخوف من سقوط الجميع في مستنقع الرسية، الذي لن يرحم صغير ولن يبقي على كبير، فجميعنا نمثل أهدافًا مشروعة لمشروع غير شرعي أو مشروع.
نسأل الله صلاح حال الجميع.