يوم السبت 6 اكتوبر 1973م والسبت 7اكتوبر 2023م يوم واحد في يومان اتفقت في الموعد واختلفتا في عدد الساعات ،مع فارق زمن دام 50عاما .
اليوم يصادف مرور ذكرى ال51 لنصر اكتوبر في ال6من اكتوبر حينما شنت القوات العربية في مصر وسوريا هجوما كاسح معلنة الحرب العربية العظمى ومعهما الامة بكل مقدراتها .
وغدا يصادف الذكرى الاولى لطوفان اكتوبر ،
بعد خمسين عام اراد بعض العرب ان يعيدوا الكرة -وان بطريقتهم - احياء للمناسبة التي تصادفت مع ال7 من اكتوبر .
فقد وجهت ضربة موجعة اسقطت معها اسطورة الردع للجيش المزود باحدث انواع الاسلحة والتكنولوجيا العسكرية،
6اكتوبر اسقطت اسطورة الجيش الذي لايقهر ،
واثبتت حرب العرب الكبرى انه جيش كباقي الجيوش ،وقد تم قهره والانتصار عليه وهزيمته .
هجمة الطوفان كسرت هيبة الدولة الاسرائيلية ،وفتحت الباب امام القضاء عليها، واثبتت ان قوة الردع الاستراتيجي قد سقطت باياد عربية وبامكانات اقل كفاءة مما تملكه دولة القبة الحديدية ومقلاع داؤود والمركافا ،و الاف 16 والاف 35 طائرة الشبح الامريكية الحديثة .
هيبة الدولة المدعومة بفخر الصناعات العسكرية الغربية ،تلقت ضربة من حيث لاتحتسب ،
صحيح ان تباعاتها كان مكلفا اذ محت غزة عن وجه الارض وخلفت زهاء 50الف شهيد وضعفها جرحى ناهيك عن آلاف المخفين والمعتقلين و ملاين المشردين في غزة والضفة ولبنان..
تحاول اسرائيل استعادة هيبتها بدعم امريكي واضح وتفويض لارتكاب ابشع الجرائم ،
إذ تشهد لبنان حربا اشبه بحرب غزة ولاتقل ضراوة عنها ،فتتلقى الضربات بالقنابل الامريكية الصنع وشديدة الانفجار والتاثير .
ومع كل ذلك المقاومة العربية توجه ضرباتها نحو مواقع وقواعد عسكرية تتكتم اسرائيل حول مدى تاثيرها ،وتحاول ان تصدر معلومات مضللة بضآلة التاثير وقدرتها في التصدي لها ،
مع ان مجرد وصولها جرح كرامة وتركيع استراتيجي ،ولان حكومة الكيان لاتعترف بما تتعرض له تحت تاثير غرور الهيمنة ،ومحاولة خبيثة لعكس الهزيمة بقوة الاعلام نحو العرب ،لتكريس مفاهيم ان صواريخ العرب لاتقتل ،فيما قنابل وصواريخ اسرائيل تاتي على البنية التحتية ،وتقتل المدنين قتلا جماعيا ،وتدك الارض وتحيلها الى اثر بعد عين .
ليس صحيحا ان صواريخ المقاومة لاتقتل ولا تترك اثر بل هناك تعتيم متعمد حولها ،لالحاق هزيمة نفسية بالعرب ،وحالة التعتيم هذه لم تكن من اليوم بل منذ الحروب الاولى مع العرب ،
وفيها بطولات ومعارك وانتصارات رغم فارق التسليح والدعم .
لانقلل من هجمات المقاومة وصمودها ،وبالمقابل لانستهين بحداثة وفارق التسليح ،ولا باثر التكنولوجيا ،والذكاء الاصطناعي في الحرب .