في مثل هذا اليوم الـ 14 من أكتوبر 1963م كان أبطال وأحرار الشعب اليمني في الجزء الجنوبي من الوطن بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة يخوضون معركة أكتوبر المجيدة ضد أكبر قوة عالمية متغطرسة ، وكانوا بشجاعتهم وبسالتهم وتضحياتهم يدكون معاقل الظلم والطغاة ، ويرعبون أعداء الله وأعداء الإنسانية والحياة..
وكان الأحرار يشقّون طريق الحرية والسلام والديمقراطية ، ويطوون صفحة المستعمر الكارثية والإجرامية ، ويُسطرون أروع الملاحم والمعارك البطولية والتاريخية التى تحطم وهزم فيها جيش الأسطورة البريطانية ، وانتصر فيها الشعب اليمني ، ونال حريته واستقلاله ، واستعاد أرضه وكرامته وسيادته..
لقد رفض االشعب اليمني في ذلك الحين نظام الإمامة الكهنوتية ونظام الاستعمار الغاشم ، وكسر قيود الظلم ، وحطم معاقل وأسوار الطغاة ، وأنقض على علوج الاستعمار والكهنوت في الجبال والمدن والقرى والوديان ، فسقطت حصون الظلمة وقلاع الغزاة والعدوان ، وسطع فجر سبتمبر من شمال الوطن وتلاه نور أكتوبر من جبال ردفان.
رفض الشعب حياة الظلم والاستبداد والإذلال والاستعباد فنال الحرية والعدالة والمساواة والاستقلال.. ورفض الوصاية والتخلف والتبعية والانقياد فنال القيادة والسيادة وشق طريق التقدم والنهوض والازدهار..
ورفض الموت والاعتقال والعبث والخراب والدمار فاستحق الحياة والأمن والأمان والرخاء والبناء والإعمار.
فتحية فخر وأعتزاز لأحرار الشعب اليمني وأبطاله المجاهدين الذين تحدّوا الاستعمار البريطاني وواجهوا جيشه النظامي وقواته الضخمة ومعداته وٱلياته الحديثة والمتطورة بأسلحتهم التقليدية والمتواضعة الخفيفة وبإرادتهم وعزيمتهم الصلبة والمتينة ، وقدّموا أروع الأمثلة في الاستبسال لقضايا الوطن وكرامته وسيادته وأمنه واستقراره.