بعد مرور أكثر من عام كامل على اعتقال وتعذيب وترهيب مجموعة من قيادات وكوادر وخبراء وزارة التربية والتعليم في جهاز الأمن والمخابرات بالعاصمة المختطفة صنعاء ، تم إجبارهم على تسجيل لقاء تلفزيوني بثته قناة الهوية الحوثية، أُجبروا فيه على انتقاد بعض التفاصيل الجزئية في المناهج الدراسية للأعوام الدراسية السابقة من بعد عام 2000 م ، على اعتبار أن المناهج الدراسية التي كانت تُدرّس في العقود السابقة مناهج إسرائيلية ، وأن قبول دعم بعض المنظمات الدولية في طباعة المناهج الدراسية عملية اجرامية ، وان العمل في مجال إعداد المناهج الدراسية وتدريب المعلمين والموجهين والإدارات المدرسية جريمة تجسس وتخابر لصالح امريكا واسرائيل، بحسب شريعة المليشيات الحوثية .
ويُعد ذلك اللقاء التلفزيوني مقدمة لإحالة تلك القيادات التربوية المعتقلة إلى النيابة الجزائية المتخصصة بتهمة التخابر لصالح امريكا واسرائيل وهي تهمه تستخدمها المليشيات الحوثية لتحقيق أهدافها الخاصة في مختلف مجالات وجوانب الحياة العامة وفي مقدمتها الجانب السياسي ومجال التربية والتعليم .
وعلى ما يبدو أن قيادة أجهزة المليشيات الاستخباراتية التى اعتقلت تلك القيادات التربوية حسب رغبتها العنصرية واودعتهم في غياهب سجونها القمعية ظلماً وعدواناً قد أحالتهم إلى النيابة الجزائية بطريقة سرية وبدون أن تسمح لهم بممارسة حقهم القانوني في الاستعانة بمحامين للدفاع عن انفسهم ، وبدون أن تسمح لأي جهة حقوقية أو رقابية بالحضور والاطلاع على ما يدور في قاعات النيابة المغلقة من إجراءات تعسفية مخالفة للنظام والقانون .
وتأتي هذه المخالفة القانونية للمليشات الحوثية بعد سلسلة من المخالفات والانتهاكات الجسيمة في حق المعتقلين التربويين ابتداءً من ملاحقتهم ، واقتحام منازلهم ، وترويع أسرهم ، ومصادرة اجهزتهم وجوالاتهم وادواتهم ، واخفائهم لمدة طويله ، وتعذيبهم في زنازين انفرادية .
وإجبارهم على تسجيل لقاءات تلفزيونية والتحدث بما يملي عليهم من قبل قيادات الأجهزة الوقائية والقمعية، والتمهيد لإحالتهم الى المحاكم السلالية لمحاكمتهم بتهم واهية وكيدية .
والحقيقة أن كل ما تقوم به المليشيات الحوثية من إجراءات تعسفية في حق هؤلاء الموظفين التربوين أو غيرهم من الموظفين المعتقلين التابعين للوزارات والمكاتب الأخرى ما هي ألا إجراءات صورية ومسرحيات إجرامية تنتهي بالنطق بالأحكام المُعدّة والمقررة من قبل قيادة الجماعة مسبقاً والتى تظن وتتوهم وتعتقد بأنها تخدم أهدافها وتمرر مشاريعها الطائفية التى أصبحت مكشوفة ومعلومة عند كافة ابناء الشعب اليمني .