تذكرنا المساعدات الانسانية المقدمة من دول الاعتدال العربي لمنكوبي لبنان وغزة بمواقف تلك الدول تجاه مجمل القضايا العربية ..
فالدول الخليجية تحديدا تسارع عادة لتقديم العون الاغاثي المقرون بهالة دعائية ملفتة للنظر مع كل حرب تشهدها بلدان المنطقة ،ليس كواجب يتطلبه الموقف القومي بقدر ماهو اسقاط واجب عن استحقاق في اتخاذ مواقف حقيقية ازاء القضايا القومية .
فالمساعدات الانسانية ليست بديلا عن المواقف القومية للدول ،وما يقدم هو للتغطية عن غياب الموقف .
بات من الواضح ان الانظمة العربية تتخذ من المساعدات الايرانية ذريعة للتنصل عن ما يقتضيه ميثاق الدفاع المشترك ،
ومن يتابع الاعلام التابع لتلك الانظمة سيجد ان هناك تنصلا عن الالتزامات ،وتهربا حد الاستشفاء بمايحدث احيانا ،وكان قضية فلسطين ولبنان قضية ايران وحدها وليستا قضية امن قومي عربي ،والذي قد تآكل ولم يتبق منه سوى جانب المساعدات الانسانية ،حتى بلغ الامر لدى البعض وفي قنوات البترو دولار المزايدة بان ايران لا تقدم مساعدات للشعب اللبناني ،وكان المساعدات الانسانية اهم من الموقف السياسي والدعم العسكري .
تبدو احيانا الانظمة العربية وكانها مشاركة في التآمر والحصار ،وصل حد ان المواطن العربي تنطلي عليه مايبثه الاعلام المعادي ويتبنى تسريباته المغرضة ،وتكوين قناعة ان دولا كالامارات مثلا لديها مشاركة عسكرية في قصف غزة ..?
وماهو ثابت ان الانظمة العربية قد جعلت من فكرة تعزيز دور الدولة القطرية تمردا على الحالة القومية ،والخروج عن نواميس العروبة والانخراط في مشاريع وتحالفات مضرة بالامن القومي العربي ،كمشاريع التطبيع مع العدو الصهيوني وعقد وابرام اتفاقات دفاع مشترك مع دول اقليمية كحال دولة قطر وحكومة طرابلس الغرب مع تركيا ،
مايطلبه الفلسطيني واللبناني ،بل قضيتهما معا موقف عربي ضاغط لوقف حرب الابادة ،فهناك اوراق يمكن اللعب بها ،دون اللجوء للحرب .
فقط تلك الدول عليها ان تتخذ مواقف سياسية جريئة باغلاق السفارات ،والاهم الاتجاه شرقا نحو علاقات اقتصادية وعسكرية مع الصين وروسيا .مع تفغيل ورقة المحاكم الدولية اقلها الانضمام الى جنوب افريقيا لمحاكمة قادة العدو في جرائم الحرب التي تشهدها فلسطين ولبنان .