منذ عقود والصراع الإيراني الصهيوني مستمر ومشتعل في وسائل الإعلام وتصريحات القيادات الفارسية والصهيونية دون أن تلتقي قواتهم العسكرية في أي ميدان من ميادين القتال والمواجهة، ودون أن تمس قوات الجو الصهيونية والامريكية المفاعل النووي الإيراني المستمر في البناء والتطور، أو تمس الصواريخ الإيرانية المفاعل النووي والمنشآت العسكرية الصهيونية..
وكل ما يحدث هو إشتداد المواجهات والتحديات الكلامية والتصعيد في المنابر والوسائل الإعلامية ، ولذلك فإن القوات العسكرية الصهيونية لم ولن تمثل خطراً على أمن واستقرار ايران، وكذلك القوة العسكرية الإيرانية لم ولن تمثل خطراً على أمن واستقرار ووجود الكيان الصهيوني الذي لا يهاب ولا يخشى إلا مواجهة قوات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية التى وقعت جميعها في شباك ومصيدة الحكومة الإيرانية التى عملت من وقت مبكر على تأجيج الخلافات المذهبية والعنصربة وزرع الفتن والنكبات وإشعال الحروب في الدول العربية المعادية للصهيونية حتى أصبحت مقسمة وضعيفة وغير قادرة على إخماد الفتن التى زرعت فيها، وهو ما سهل عملية الانقضاض على العديد من الدول والفصائل المعادية والمقاومة للكيان الصهيوني في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق واليمن المعروفة بمحور المقاومة الذي تقوده وتتزعمه الحكومة الإيرانية..
وبتزعم ايران لهذه الدول والمكونات التى تمثل خطرًا على وجود الاحتلال الصهيوني، بدأ الخطر يزول ويتلاشى تدريجيًا، حيث زجّت القيادة الإيرانية بفصائل المقاومة الفلسطينية إلى محرقة الموت الصهيونية، وتركتهم يواجهون الموت بمفردهم لمدة عام كامل دون دعم أو مساعدة أو مساندة ، وحيَّدت كافة دول وفصائل محور المقاومة ، وعندما سقطت غزة وتم إغتيال قيادات حركة حماس بعمليات منتظمة، حركت إيران حزب الله في جنوب لبنان الذي تلقى هو الآخر ضربات صهيونية موجعة واغتيل قائده وقادة الصف الأول والصفوف الوسطية بغارات جوية صهيونية مرتبة ومتتاليه..
وهكذا سهَّلت إيران للكبان الصهيوني عملية القضاء على الفصائل والكيانات وأحزاب المقاومة بشكل فردي واحد تلو الآخر ، ولو كانت حريصة على قضية فلسطين وجادة في مواجهة الصهاينة لكانت حرّكت كل دول وفصائل محور المقاومة في وقت واحد، ووجهتهم لضرب تل ابيب وباقي المدن الفلسطينية المحتلة في سبعة اكتوبر عندما كانت حركات المقاومة الفلسطينية في بداية القوة والمواجهه . لكن القيادات الإيرانية لا تريد نصرًا أو علوًا للأمة العربية، وكل ما يدور بينها وبين الصهاينة هي عملية تخادم واضحة مكّنت ايران فيها الكيان الصهيوني من احتلال غزة ورفح والقضاء على القيادات المجاهدة، وإنهاء الخطر القادم من الدول والفصائل المعادية والتوسع في إقامة دولة اسرائيل الكبرى مقابل أن تسمح أمريكا لإيران باستكمال مفاعلها النووي وإعلانها دولة نووية.