امتلأت مدينة تعز كنتونات واكشاك خضار وبطاط ،ومشروبات سفري . وعجزت عن استيعاب كشك المركزي العتيق الذي يزيد عمره عن 40عاما ، فقد اخذت لوحة اعلانية تابعة لرياض الحروي جزءا من ارضيته ،وتزحف خيمة للبطاط والمشروبات نحوه ربما لن نصحو يوما الا وقد حلت محله ..
الخيمة لم يكتف صاحبها باقتطاع جزء من بداية شارع التحرير الاعلى ،بل اخذ يزحف على حساب الكشك ،بزعم انه يدفع مبالغ مالية باهضة مقابل نصب خيمته تلك ..
مايستغرب له ان توجيهات و اوامر مشددة صدرت لاعادة الكشك الذي تم الاعتداء عليه في وقت سابق بدون مسوغ قانوني ابان اعادة تاهيل امتار من شارع جمال المار امام الكشك .
لم تشهد ارضية الكشك اي تاهيل وترتفع عن مستوى الشارع بمايقارب ال20سم اي مع مستوى الفتبات ، وتبدو محرزة وفتحات الكشك المجنحة كانت على ثلاث اتجاهات ،يقدم خدماته على مدار الساعة للجمهور فضلا عن ان ارضية باحته الامامية المواجهة لشارع جمال وجنباته مفروشة بلاطا،حيث يتوقف القراء لتقليب الصحف وطلب المجلات والكتب او الادوات المكتبية والقرطاسية ،
لم تشمل الاعمال المنفذة ارضية كشك المركزي بتاتا ولم تمس ،بما يؤكد انه اي (الكشك) لم يكن يمثل عائقا قط وان ازالته كان عملا عبثيا بامتياز ،غير ان وضعيته في المخطط العام سليمة ،وتؤكد مسوداته وجود الكشك في قلب ذلك المخطط وليس هناك نحوه اي مخالفة تذكر .
كل ذلك يؤكد ان ماتعرض له كشك المركزي عدوان سافر ،لانه لم يكن هناك داع او ضرورة تستوجب ماحدث له.
في حين ان مكتب الاشغال عجز عن حماية المخطط العام وتم استباحته ،وحضر مسئولوه تدشين منشآت خاصة في قلب شوارع عامة ، ناهيك عن مائات الحواجز والمطبات العبثية المتسببة في اعاقة السير والمؤدية في ذات الوقت لخلع طبقة الاسفلت وتاكلها ،جراء تسرب المياة من خلالها .
ويبقى السؤال ماجدوى العدوان على كشك المركزي ،
والذي لم يكن سوى خدمة لمرتزقة الاسوق وتم من خلال الاشغال للاسف لافساح المجال امام تخييم الباعة ،ليحلوا بدلا عن كشك للثقافة .
سيظل كشك المركزي ملفا لن يغلق ،وقضية لاتنتهي ،بل ووصمة عار في جبين من اعتدوا عليه .
ثمة فضيحة تبرز للواجهة الا وهي استباحة الشوارع والارصفة ليس فقط على حساب المظهر الجمالي للمدينة ،بل والاعتداء على حق الناس في المرور الآمن دون مزاحمة او اعاقة .
ولعل ماتشهده شوارع المدينة من اكتضاض وفوضى بسبب عدم احترام القائمين لمسئولياتهم ،الامر الذي جعل من شوارع المدينة انصاف شوارع واحيانا اقل من ذلك .
هناك فئة متربحة من هكذا وضع يدر اموالا ،ولذا تجد بين الفينة والأخرى حملات ترفيع وما ادراك ماترفيع ، إذ سرعان ماتنتهي بدفع الاتاوات ،ليتضح في النهاية انها لم تكن سوى حملات ابتزاز صرفة ،تقف وراءها عصابة استمرأت الابتزاز الدائم والنهب لاقوات البسطاء دون وازع من ضمير او رادع من قانون .
يظل كشك المركزي الحلقة المفقودة لاهم ملتقى ومدرسة ثقافية عاش الناس معها عقودا من الزمن ،وهناك من يرى ان تجريفه كان عقوبة لمرتاديه او هكذا يفسر الامر ،
لاسيما وقد احتضن المكان اولى فصول التحرك في ال11 من فبراير 2011م ،وشهدت ساحة الكشك العتيق الاعتصامات الليلية للثورة حتى مطلع الفجر ،وكانت شاهدة على موجة من الاعتقالات الجماعية للشباب من قبل ضابط الامن والنظام في ادارة امن تعز حينها العقيد علي العمري ،بدعوى ازعاج السكان جراء التحلق والهتافات لاسقاط النظام .
اذكر آنذاك ان العمري كان يتحين فرصة الهزع الاخير من الليل حتى ينقض باطقمه على الشباب الثائر من ذلك المكان مستغلا السهر وشدة التعب ،
وعندما واجهته كان يبرر انهم مجرد مشاغبون ويقلقون السكينة العامة و.....الخ ولم يقتنع انها اندلاع لثورة ،ربما لانه كان يجهل تفاصيل كثيرة ،مع تاكيدي انهم من انقى الشباب واغلبهم جامعيون وناشطون محترمون وليس كما يعتقد .