“مايحدث في سورية بلطجة” هكذا وصف عبدالملك الحوثي إقتلاع أسرة الأسد من دار الحكم ،وإعادة سورية لورثتها الشرعيين وهم كل الشعب بتنوعه وأطيافه الدينية الإجتماعية العرقية.
وصف أراد من خلاله إستباق قادم الأحداث ، وخلق الغطاء الإخلاقي لتبرير قمح معارضية ووأد كل تحرك ضد سلطاته في صنعاء ، بخلط الأمور في الوعي العام وخلق ضلالات مفاهيم ، يغدو فيها عبد الملك هو الدولة ،والشعب المنتفض عليه مجاميع بلطجية ودعاة فوضى وعدم إستقرار.
الحوثي بلسان قائده العنصري يهدد الشعب يحشدهم بقوة الخوف والحاجة في الميادين، ويصدر فرمانات الحجر على كل من تسول له نفسه كسر عصا الطاعة المذهبية، وزعزعة الأرض من تحت أقدام سلطة الطائفة.
الثورة القادمة المحمولة على تراكم عشر سنوات من القتل الممنهج، والتجويع والدوس على كرامات الناس ، ليست بلطجة هي مسعى حقيقي لإعادة تصحيح إختلالات لحظة التاريخ ومكره ، ووصل ما انقطع بإنقلاب الحوثي ، بمسار طبيعي يأخذ منحى السوية والخط الصاعد غير المتقهقر إلى الوراء، حيث الصراع الديني وحرف المسار من خوض معركة من أجل الحياة، إلى الحرب في سبيل تسييد حروب المذاهب .
البلطجة الحقيقية ليست إنتفاضة الشعب القادمة ، البلطجة المسلحة هي إنقلاب الحوثي على التوافقات الوطنية ، وتقويض أسس الدولة، وخطف العاصمة بالخديعة وقوة السلاح.
في رأس هرم حكم الحوثي وبين أوساط صفوفه القيادية، حالة رعب معلن ، يرى في الشعب الخصم ويضعه في مرمى النيران ، يصفه بالمنافق وأدوات العدوان ،وويجهز المدافن لوأد مايلوح في الأفق القريب من حتمية ثورة لا تبقى منهم ولا تذر.
سورية هي حجر الدومينو التي ستسقط خلفها كل أحجار القمع وسلطات الإستبداد بما في ذلك إيران نفسها ، تفككك إنقلاب اليمن وتعيد تركيب صورة بديلة، بلا صراعات بينية ،وبلا مشاريع محتربة ، صورة السلاح في وجه الحوثي ،والحوارات حول التباينات مكانها طاولة التفاهمات والمقاربات المشتركة.
من يقفز للحكم بالخديعة وإدعاء المظلومية ، هو شيخ البلاطجة، ومن يستعيد المُلك لأهله أي كل الشعب، هم صفوة الناس الطالعة من إتون القهر ، هم من يصنع التحول الحتمي القادم ، يثور ويصحح المسار بدفن السلالة الطاغية.
الحوثي إلى زوال ولن نسمح له بخداعنا مرتين.