منذ أحداث 2011، كانت الحشود الجماهيرية هي أس المعادلة وجذرها في الصراع على السلطة، فقد كانت وما زالت هي الأداة الأولى والمفضلة لدى المتصارعين لحسم جولات الصراع ضد بعضهم البعض.
ومنذ ذلك الحين حتى الآن، شاهدنا كل أنواع التحشيد والتحشيد المضاد، وبالمقابل، شهدنا تبدل أدوار وتموضع الحشود بتبدل الحُكام والمسيطرين على السلطة.
ومن سيطر على الحكم وبيده البندقية والمال ومفاتيح السجن ودعاهم للخروج، سيخرجوا معه، وبينما تكون أجسادهم في الميادين، فكل جوارحهم منصبة على كيفية توفير حاجياتهم واحتياجات أطفالهم. ولكن ما أن يسقط من دعاهم اليوم حتى يخرجوا مع خليفته في الغد.
بهذا نصل إلى حقيقة واحدة، هي أن الناس بسطاء لا ذنب لهم في مناصرة الأول والخروج مع الثاني، فكل غاياتهم ومساعيهم هو توفير الخبز والماء والسلام والاستقرار.
العِبرة: الجماهير ستخرج اليوم وغدًا وبعد غد، مع أي حاكم يصل إلى السلطة سواء بحق أو بباطل، والحاكم العاقل هو يعقل ويعرف أن هذا المسار لا يصنع دولة ولا يؤخر سقوطها، ولكن المسار الصحيح للحاكم يكون بمضيه ومسارعته للعمل بكل ما بيده من إمكانات إلى توفير حياة كريمة للناس، وقضاء حوائجهم، وتأمين منازلهم وتيسير تعليم أطفالهم، وتخليصهم من الحروب والجوع والقهر، فهذا هو الطريق الصحيح لشرعية الحاكم ومشروعية بقائه.