من يستمع إلى أغاني الفنان أيوب فهو تافه. "بلغوا عني هذا."
العبارة أعلاه لعبد الله العديني، أحد مؤسسي جماعة "إخوان اليمن" (الخلية الثانية) وخطيب جامع وعضو مجلس نواب.
والسؤال هو: ما الذي يستفز العديني من أغاني أيوب، التي في مجملها فن محافظ يتجه صوب أهزوجات الريف وأغاني وطنية ومزيج من الغزل العذري؟
في الحقيقة، ليس هناك شيء يزعج العديني، لكن في الغالب رجال الدين ليسوا أسوياء نفسيًا وأخلاقيًا. وإن كان أحدهم من ذوي الإعاقات، يكون الأمر أكثر سوءًا.،،
قديمًا قيل: "كل ذي عاهة جبار."
ربما إعاقته كانت ستكون شرفًا لو أخفى عقدة النقص الظاهرة في خطابه الانتقامي من المجتمع باسم الفضيلة التي يراها من وجهة نظره، ولا ضرر في أن تكون له وجهة نظر، لكن عندما تتحول إلى فريضة يريد إلزام الناس بها ،
أو يحكم عليهم بالكفر والفسوق ويستحقون العقاب،
هنا تكمن المشكلة...
في زمن مضى كان العديني وكل تلاميذ الزنداني نجومًا وشيئًا من مقدس وكانوا يقضون حاجتهم في عقول السذج وصغار السن بكل حماس، ومنهم تكون قطيع واسع تعاني منه اليمن إلى اليوم. لكن وبفعل وسائل التواصل وتراكم الوعي، وجدوا أنفسهم في الهامش، ولم يتحملوا هذا التطور التاريخي الحتمي في "القرية الكونية"
ولم يدركوا أن السلطة الدينية اليوم، في ظل الفضاء العمومي الواسع، تتساقط أقنعتها وحضورها ،
كما أن إسقاطاتها المتعسفة باسم المقدس والأخلاق أصبحت مادة للسخرية. هؤلاء مكانهم الآن في متحف التراث الديني. حافظوا على العديني حيًا وحنطوه ميتًا. فهو من سلالات منقرضة. صحيح ليس لها اليوم ثمن،
لكن قيمتها في متحف بعد سنوات ستكون ثروة قومية.
عبدالستارسيف الشميري
#الشبزي