شغلتنا الأحداث عن متابعة تجربة ديمقراطية مهمة في كوريا الجنوبية حيث صمدت الديمقراطية الجديدة بتجربتها القصيرة التي بدات مع الجمهورية السادسة 1987 في تحد عسير تعثرت أمامه ديمقراطيات كبرى كالديموقراطية الأمريكية.
بدأت الاحداث باعلان الرئيس الكوري الجنوبية باعلان حالة الطواريء منهما المعارضة بالعمالة لكوريا الشمالية (النموذج التقليدي للانقلاب السلطوي على الديمقراطية)، لكن المؤسسات الديمقراطية الكورية كانت اقوى من التحدي فرفض البرلمان ذلك، ونزلت المعارضة للشارع وتنازل الرئيس مرغما عن قانون الطواريء.
مؤخرا صوت البرلمان لصالح عزل الرئيس لتنتهي الدراما بانتصار مبهر للديموقراطية .
لطالما طرح بعض خصوم الديموقراطية (وبعض مؤيديها ايضا) ان الديمقراطية نموذج غربي لا يمكن ان ينجح خارج أرضه وثقافته.
لكن ثبات الديموقراطية الكورية وترنح الديموقراطية الاميركية في 2024 يطرح امكانات وتفسيرات جديدة للأفق الديموقراطي.
فالديموقراطية منظومة من المؤسسات والأفكار والتوازنات العابرة للثقافات. والديمقراطية لا تولد ولا توجد لكنها تخلق وتبنى بالممارسات والتصحيحات والاستفادة من التجارب.
تملك الديموقراطية آلية لا تملكها الأنظمة السياسية المنافسة وعي آلية الرقابة الذاتية والتصحيح الذاتي للأخطاء. كما تتميز الديموقراطية بتوزيع السلطة بين اكثر من مركز، وبلامركزية وسائل الاتصال والحصول على المعلومات بحيث لا بمكن "للأخ الاكبر" السبطرة على القرار.
تتعثر التجربة الديمقراطية لكنها تصحح نفسها وتعود. وكل خطأ او تحد يضاف الى رصيد التجربة الديمقراطية ويقويها، عكس الديكتاتوريات التي تعيش بالقمع المفرط وتسقط بالتحدي والخطأ اوو حتى بالمحاولات الطفيفة للتصحيح.
لا تقل الديمقراطية الشرقية ابهارا عن سابقتها الغربية. والدرس الكوري اضافة جديدة للفكرة الديمقراطية ضد خصومها.