تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية الترويج لما أسموه الحصار على اليمن في الوقت الذي تؤكد التقارير الصادرة عن جهات أممية ارتفاع ملحوظ في كمية الواردات الغذائية التي تصل إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرة الميليشيات مقارنة بالموانئ الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
تقرير أخير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة قال أن موانئ الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيين استقبلت خلال الأشهر الماضية كميات كبيرة من واردات القمح. في حين أن ذات الواردات انفخضت في ميناء عدن الحكومي.
وأوضح التقرير أن واردات القمح عبر موانئ الحديدة تضاعفت في سبتمبر 2024 بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنةً بالشهر السابق والشهر نفسه من العام الماضي. وعلى العكس من ذلك، شهدت واردات القمح عبر بحر العرب عدن والمكلا والمهرة انخفاضاً حاداً بنسبة 60% و61% مقارنةً بالشهر السابق وسبتمبر 2023 على التوالي. ويرجع ذلك في المقام الأوّل إلى نقص العملة وانخفاض قيمتها. كما شهد الوقود (الديزل والبنزين) اتجاهات مماثلة.
ولفت التقرير إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل طفيف في مناطق الحكومة اليمنية، بينما ظلت مستقرة في مناطق سيطرة الحوثيين.
ما كشفه التقرير الأممي يؤكد يفضح حقيقة المزاعم التي تروج لها القيادات الحوثية بأن المحافظات اليمنية تقبع تحت الحصار، أن سبب تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في اليمن هي العراقيل التي تحول دون وصول السفن إلى موانئ الحديدة.
التقارير الأخير كشفت أن وصول الغذاء يتم بسلاسة ودون معوقات، وأن الميليشيات الحوثية هي التي تقف وراء الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمن شمالاً وجنوباً جراء حصارها للتجار ولدخول المواد الغذائية والجبايات والإتاوات التي تفرضها على التجار المحليين في مناطق سيطرتهم.