آخر تحديث :السبت-16 نوفمبر 2024-12:48ص
اخبار وتقارير

تجاهل واشنطن لتطلعات صوماليلاند وجنوب اليمن يقوض المصالح الاستراتيجية

تجاهل واشنطن لتطلعات صوماليلاند وجنوب اليمن يقوض المصالح الاستراتيجية
الجمعة - 08 نوفمبر 2024 - 06:43 م بتوقيت عدن
- عدن - نافذة اليمن - خاص
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة الأمن القومي الأمريكية عن قصور استراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقتي القرن الأفريقي والجزيرة العربية، مسلطة الضوء على الفرص الضائعة في التعامل مع كل من صوماليلاند وجنوب اليمن.

وفي تحليل معمق، يستعرض الباحث مايكل روبين ما وصفه بـ"المفارقة التاريخية" في السياسة الأمريكية، حيث أن الولايات المتحدة، التي تأسست على مبدأ حق تقرير المصير، تتبنى اليوم موقفاً مناقضاً تجاه حركات مماثلة في مناطق استراتيجية حيوية.

وتشير الدراسة إلى أن صوماليلاند، التي تتمتع بتاريخ من الاستقلال قبل اتحادها مع الصومال، نجحت في بناء نظام سياسي مستقر نسبياً ومؤسسات ديمقراطية فاعلة، كما حققت نجاحات ملموسة في مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من هذه الإنجازات، تستمر واشنطن في تجاهل مطالبها بالاعتراف الدولي.

وفي السياق ذاته، يلفت التقرير الانتباه إلى الوضع في جنوب اليمن، حيث يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي نموذجاً للإدارة الفعالة والاستقرار النسبي في مناطق سيطرته. ويؤكد روبين أن الموقع الجيواستراتيجي للمنطقة وقدرتها على موازنة النفوذ الإيراني يجعلها شريكاً محتملاً لا يمكن تجاهله.

ويذكّر التقرير بأن الولايات المتحدة كانت قد اعترفت سابقاً بكل من صوماليلاند وجنوب اليمن في عامي 1960 و1967 على التوالي، متسائلاً عن أسباب التحول في السياسة الأمريكية وتجاهل هذه السوابق التاريخية.

وحول المكاسب المحتملة، يوضح روبين أن الاعتراف بهاتين المنطقتين قد يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة النفوذ الإيراني والصيني، إضافة إلى حماية الممرات البحرية الحيوية. لكنه يقر بوجود تحديات تتمثل في احتمال تأثير هذا الاعتراف على حركات انفصالية أخرى وردود الفعل الإقليمية والدولية.

وخلص التقرير إلى ضرورة إعادة تقييم السياسة الأمريكية الحالية، مقترحاً النظر في خيار الاعتراف المشروط ودعم إجراء استفتاءات تحت إشراف دولي. كما حذر من أن استمرار تجاهل تطلعات هذه المناطق قد يؤدي إلى تآكل النفوذ الأمريكي لصالح قوى منافسة مثل الصين وإيران وتركيا.

وفي ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، يؤكد روبين أن الوقت قد حان لمراجعة شاملة للسياسة الأمريكية تجاه هذه المناطق الاستراتيجية، محذراً من أن الفشل في التكيف مع الواقع الجديد قد يكلف الولايات المتحدة ثمناً باهظاً على المدى الطويل.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن تجاهل الفرص الاستراتيجية في صوماليلاند وجنوب اليمن يمثل خطأً استراتيجياً، وأن تصحيح هذا المسار قد يفتح آفاقاً جديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة، ويساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة النفوذ المعادي.