يواجه المراهقون مشاكل نفسية متعددة ومتكررة أكثر من غيرهم، سواء بسبب المرحلة العمرية التي يمرون بها أو لأسباب خارجية مثل الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي أو بسبب علاقاتهم مع زملائهم وأقرانهم في المدرسة.
وخلص تقرير متخصص الى استعراض 5 طرق فعالة من أجل تحسين الصحة النفسية للمراهقين.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع "بي سايكولوجي توداي" المتخصص، فإن المراهقين مع تطورهم وانطلاقهم في رحلة تتجاوز حدود العائلة، يتحول تركيزهم نحو علاقات الأقران، ويبحثون عن القبول والانتماء، وخلال هذه العملية يجدون أنفسهم في وضعٍ محفوفٍ بالمخاطر، ويواجهون العديد من المشاكل النفسية.
أما الطرق الخمسة التي تعتبر "مفاتيح" لصحة نفسية أفضل بالنسبة للمراهقين، فيقول التقرير إنها كالتالي:
أولاً: التخلي عن السيطرة لبناء الثقة، حيث يميل البالغون الى مساعدة المراهقين، وذلك بسبب سنوات الخبرة التي يتمتعون بها، وهذه السيطرة هي ما يجب التخلي عنه، لأنها تُولّد استجابات غير جيدة مثل التمرد والانطواء والخداع والاستياء بدلاً من التواصل البناء والايجابي.
ويقول التقرير: "اسمحوا للمراهقين بتحديد أهدافهم الخاصة واستخدامها كأساس للتوجيه".
ثانياً: شارك قيمك بدلاً من أن تُروّج لها، ومن الطبيعي أن يرغب البالغون في التأثير على معتقدات المراهقين وقيمهم، وعندما يرون أن رؤيتنا مُتحكّمة أو مُوجّهة أو مُتجاهلة لهوياتهم الناشئة، فمن المُرجّح أن يتجاهلونا. وبدلاً من ذلك فعلى الكبار أن يشاركوا قيمهم ووجهات نظرهم بصدق، ويتركوا الحرية للمراهقين.
ثالثاً: حاسبهم بعناية وثقة، وعندما يرتكب المراهقون أخطاءً واضحة، فإنّ الاستجابة يجب أن تكون دون إصدار أحكام، مع مساعدتهم على التطلع إلى المستقبل تُعزّز الثقة والنمو. على البالغين تجنّب عبارات مثل "أنت تفعل هذا دائماً" أو "لن تتعلم أبداً"، والتي قد تزرع الخجل والانفصال لدى المراهق.
رابعاً: تقبّل الأخطاء دون إصدار أحكام، حيث إن الأخطاء، حتى الكبيرة منها، جزء طبيعي من النمو. ويحتاج المراهقون إلى معرفة أن حبنا وإيماننا بهم ليسا مشروطين. وعلى الكبار أن يتذكروا دوماً أن الحكم والخجل والرفض بعد الأخطاء لا يضر بالتواصل فحسب، بل يمكن أن يُحفّز آليات تأقلم ضارة، بما في ذلك إيذاء النفس أو الانتحار لدى المراهقين الضعفاء.
خامساً: كن من أشد المعجبين بهم، فمع نضج المراهقين ونموهم، قد يغرينا تخيّلهم بأنهم البشر الذين نتخيلهم، بل قد نشعر برغبة في تغيير مسارهم إذا اتخذوا خياراتٍ تبتعد عن مسارنا المتخيل، وهذا قد يُشعر المراهقين بسوء الفهم أو عدم التقدير، وهي تجربةٌ من الانفصال.
ويخلص التقرير الى القول: "راقب بدهشةٍ تجاربهم وأخطائهم وإنجازاتهم، كبيرةً كانت أم صغيرة. وعزّز جهودهم في الأصالة، وبالتالي في إظهار ضعفهم، بتشجيعهم على أن يكونوا على طبيعتهم، وأن يُعبّروا عن أنفسهم بصدقٍ ونزاهة. إبحث عن الأشياء التي يفعلونها والتي تتمنى لو كنت قادراً على فعلها، واشكرهم على تعليمك شيئاً جديداً. هذا الشعور بالتقدير العميق يُعزز الثقة، ويبني روابط تدوم مدى الحياة".
المصدر/ العربية نت