في جريمة تقشعر لها الأبدان وتكشف حجم الاستهتار بأرواح اليمنيين، فجّرت مصادر مطلعة فضيحة صادمة حول الغارات الأمريكية الأخيرة على ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.. مؤكدة أن الجماعة تعمّدت عدم تحذير سائقي المقطورات الأبرياء رغم علمها المسبق بموعد الضربة الجوية.
وأوضحت الشهادات، بأن سفينة أجنبية كانت راسية في الميناء، تلقت تحذيرًا مباشرًا من القوات الأمريكية بضرورة الابتعاد قبل ساعة من تنفيذ الهجوم، فقام طاقمها بإبلاغ قيادة الميناء الحوثية التي بدورها سارعت إلى إنقاذ عناصرها فقط، متجاهلة عشرات المدنيين من أبناء محافظة عمران بينهم السائقين الذين لم تُنذرهم، وتركوا لمصيرهم في ساحة القصف.
المؤلم أن هؤلاء الضحايا لا ينتمون للحوثيين، بل ينحدرون من مناطق لطالما رفضت سلطة الجماعة ورفضت فكرها الطائفي، لكن الحوثيين وجدوها فرصة سانحة لتقديمهم كـ"قرابين" وضحايا مجانية، يستثمرون دماءهم في الإعلام، بعدما فشلوا طوال أسابيع في حصد أي تعاطف أو مكاسب من استهداف مواقعهم الحربية.
و الأدهى من ذلك، أن قناة "المسيرة" الناطقة بإسم الجماعة، كانت على أهبة الاستعداد لتصوير الجريمة لحظة وقوعها، مما يكشف أن المليشيا كانت تعلم بكل التفاصيل وخطّطت للتضحية بالمدنيين الأبرياء في مسرحية إعلامية قذرة تهدف إلى استعطاف العالم وتلميع صورتها.
وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 80 شهيدًا، جميعهم من المدنيين، وأكثر من 150 جريحًا، وسط غضب عارم في الشارع اليمني، خاصة في محافظات لا تخضع لسيطرة الحوثيين، والتي بات أبناؤها يُستهدفون ويُضحى بهم دون رحمة.