تصعيد خطير عكس سياسة الحوثيين المتواصلة في عسكرة البحر الأحمر، حيث كشفت مصادر ملاحية عن قيام زوارق حوثية مسلحة بمحاصرة ناقلات نفط قبالة ميناء رأس عيسى غرب اليمن، وتهديدها بإطلاق النار ما لم تمتثل لأوامرهم بالتوجه إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم.
ووفقاً لمنصة "مارينا تانكر" الدولية المتخصصة في تتبع حركة السفن، منعت ميليشيا الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من الناقلات من المغادرة، في خطوة تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي البحري واستمراراً لنهج القرصنة الذي بات سمة للمليشيا في البحر الأحمر.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تزايد القلق الدولي من تحوّل ممرات الملاحة الحيوية إلى ساحات ابتزاز عسكري واقتصادي من قبل الجماعة المدعومة من إيران، وسط تحذيرات من أن تصعيد الحوثيين قد يُحدث شللاً في حركة تجارة النفط العالمية، ويهدد الأمن البحري في واحدة من أهم الممرات العالمية.
أكثر من 14 ناقلة نفط لا تزال محتجزة قبالة رأس عيسى، وسط أنباء عن نية الحوثيين استخدام السفن المحتجزة كورقة ضغط سياسي ومصدر تمويل، كما هو الحال مع سفينة "جلاكسي ليدر" التي لا تزال محتجزة منذ أشهر.
وتشير تقارير رسمية إلى أن نحو 30 سفينة تجارية تعرضت لاعتداءات حوثية مباشرة منذ نوفمبر الماضي، من بينها سفينتان تم استهدافهما بشكل مباشر أدى إلى غرقهما – إحداهما بريطانية والأخرى يونانية – في مشهد يُعيد للأذهان كارثة ناقلة النفط "صافر" المهجورة التي هددت بكارثة بيئية لسنوات.
الميليشيا الحوثية تواصل جرّ المنطقة نحو مزيد من الفوضى البحرية، متحدية الإدانات الدولية ومتسببة في أضرار اقتصادية فادحة تهدد الملاحة والتجارة على مستوى العالم، في وقت بات فيه الردع الدولي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.