في تصعيد متواصل، تحولت سماء العاصمة المحتلة صنعاء، مساء الجمعة، إلى ساحة حرب مفتوحة، بعدما شن الطيران الحربي الأمريكي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مواقع استراتيجية تابعة لمليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، وسط تحليق مكثف أرعب السكان وأشعل الأرض تحت أقدام المسلحين.
وأكدت مصادر محلية أن الانفجارات هزّت أنحاء متفرقة من العاصمة، في حين ركزت الغارات على معسكر الحفاء الواقع في جبل نقم شرقي صنعاء، حيث يُعتقد أن الحوثيين أخفوا مستودعات ضخمة للأسلحة بإشراف خبراء إيرانيين وآخرين من حزب الله خلال الفترة الماضية.
كما استهدف القصف الأمريكي ثكنات عسكرية في مديرية بني مطر غرب صنعاء، بعد ساعات قليلة من غارات ضربت مواقع وثكنات للمتمردين في مديريات الحيمة ومناخة وبني حشيش، ما حول محيط العاصمة إلى خط نار من عدة اتجاهات.
وفي محافظة صعدة، معقل الجماعة الرئيسي، استهدفت مساء اليوم الجمعة أربع غارات أمريكية منطقة طخية في مديرية مجز، بينما طالت غارات أخرى محافظة مأرب، حيث قصف الطيران الأمريكي مواقع للحوثيين في مديرية مدغل، وسط أنباء عن تدمير آليات ومخازن أسلحة.
اللافت أن هذا التصعيد جاء بعد دقائق من نشر القيادة المركزية الأمريكية صوراً لصواريخ جاهزة للإطلاق على متن مقاتلات من على متن حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون"، مرفقة بتصريح ناري أكدت فيه التزامها الكامل بحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر واستعراض قدراتها البحرية عالميًا.
الغارات أيضاً طالت محافظة الحديدة على الساحل الغربي خلال الساعات القليلة الماضية،.حيث شُنت ست ضربات جوية على مديرية باجل، أعقبتها أخرى على جزيرة كمران ومديرية الصليف، في استهداف مباشر للبنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون لتنفيذ عملياتهم البحرية.
وتأتي هذه العمليات في إطار حملة جوية أمريكية واسعة انطلقت قبل أسابيع، ردًا على الهجمات الحوثية التي استهدفت السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، مما يعكس توجهًا أمريكيًا نحو كسر قدرات الجماعة وضرب قواعدها من العمق.