أعلن المشروع السعودي "مسام" لنزع الألغام العامل في اليمن ، الأربعاء، عن اكتشاف حقل ألغام جديد، زرعته ميليشيا الحوثي في أراضٍ زراعية، في أثناء سيطرتها على مديرية الخوخة جنوبي محافظة الحديدة شمال غربي اليمن.
وقال المشروع، في بيان أورده عبر موقعه الرسمي، "في قلب الريف اليمني، بين الزرع والمزارع، كان الموت يختبئ تحت الأرض، حيث اكتشف الفريق 26 مسام، حقل ألغام جديدًا في منطقة السويدية بمديرية الخوخة، تضمن لغمًا مضادًا للدبابات بين حقول زراعية واسعة، حيث تمت زراعة الألغام عشوائيًّا من قِبل الميليشيا الحوثية".
حوادث مأساوية
وأوضح البيان أن "اكتشاف حقل الألغام جاء عقب سلسلة حوادث مأساوية في مديرية الخوخة، أبرزها انفجار لغم أرضي أسفر عن مقتل طفل وحماره، وإصابة والده بشظايا في أثناء محاولة إنقاذه".
ونقل البيان عن قائد الفريق 26 "مسام"، سامي حيمد، قوله، "المسافة بين اللغم والآخر تصل إلى 300 متر، وهي منتشرة في اتجاهات متفرقة؛ ما يزيد تعقيد المهمة في ظل اتساع المنطقة"، لافتًا إلى أن "عمليات الكشف تواجه صعوبات كبيرة بسبب الانتشار العشوائي للألغام".
ونوّه البيان إلى أن "منطقة السويدية تُعدّ من أكثر المناطق تضررًا من الألغام الحوثية في مديرية الخوخة، حيث تشهد انتشارًا واسعًا لمخلفات الحرب المزروعة عشوائيًّا؛ ما حوّل أراضيها الزراعية إلى مناطق خطرة تهدد حياة المدنيين يوميًّا".
وأكد أن "رغم نجاح فرق (مسام) في تطهير مساحات كبيرة سابقًا، فإن استمرار عمليات الكشف يُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الميليشيا، خاصة مع تسجيل إصابات متكررة بين الأهالي".
خرائط زراعة الألغام
نجح مشروع "مسام"، عبر فرقه الميدانية الموزعة على محافظات يمنية متعددة، منذ انطلاق عمله في شهر فبراير/شباط من عام 2018 وحتى الـ18 من أبريل/نيسان من العام الجاري، في نزع نحو (488,656) لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وتطهير أكثر من (66) مليون متر مربع من الأراضي اليمنية التي كانت مفخخة.
وترفض ميليشيا الحوثي تسليم الجهات المحايدة خرائط زراعة الألغام التي توضح المواقع التي زرعتها عناصرها وفخختها قبل الانسحاب من كل مدينة كانت سيطرت عليها في فترات سابقة.
وتسجل الإحصاءات والتقارير المعنية بالرصد والتوثيق ارتفاعًا شهريًّا في أعداد الضحايا اليمنيين، الذين يسقطون بشكل يومي جراء انفجار الألغام، حيث راح الآلاف قتلى، فيما تعرّض الناجون لإصابات بالغة تصل إلى إعاقات مزمنة.
وبحسب التصنيفات العالمية، بات اليمن يحتل اليوم المرتبة الثالثة عالميًّا من حيث عدد ضحايا القنابل العنقودية الألغام، إذ اقترب إجمالي ضحايا والألغام الأرضية من 10 آلاف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك منذ مارس/آذار من عام 2015، ولا يزال عدّاد الضحايا في تصاعد مستمر.