كشفت الناشطة الحقوقية وئام الصوفي عن معلومات صادمة تفيد بتنفيذ منظمة "مواطنة" التابعة للحوثيين نشاطًا سريًا داخل مدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح، ما يثير تساؤلات خطيرة حول الاختراق الحوثي للمدينة عبر أدوات ناعمة تعمل تحت لافتات حقوقية.
وتقود منظمة "مواطنة" القيادية الحوثية رضية المتوكل، التي تتقلد رتبة "عميد" في جهاز المخابرات التابع للجماعة، وتُعد الذراع الأمنية الأقوى لعبدالملك الحوثي في ملف المنظمات، ليس فقط في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي، بل وحتى في المناطق المحررة من خلال أذرعها، أبرزها شركة "ستاليون" الأمنية التي كانت تتولى تجنيد مخبرين تحت غطاء الحراسات الأمنية.
وبحسب الصوفي، فقد تسلل إلى مدينة تعز ممثل المنظمة أيمن الكناني، يرافقه كل من سكينة محمد ومحمد الصلوي، بحجة زيارة شخصية، لكنهم باشروا محاولة تنسيق فعالية سرية بالتعاون مع منظمات محلية.
ورغم رفض العديد من تلك المنظمات التعامل معهم بسبب غياب التصاريح الرسمية، إلا أن منظمة "سياق" كانت بوابة الاختراق، إذ استقبلتهم ونفذت لهم الفعالية دون أي غطاء قانوني أو علم الجهات الرسمية.
الورشة التي تم تنظيمها كانت تتمحور حول "حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات"، في وقت تتجاهل فيه المنظمة جرائم جماعة الحوثي ضد آلاف المدنيين، بمن فيهم المختطفون والمخفيون قسريًا في سجونها.
والمثير للريبة أن التنسيق شمل نشطاء وإعلاميين وحقوقيين من أبناء تعز، ما يفرض على السلطات الأمنية والعسكرية في المدينة التحرك العاجل والتحقيق مع كل من شارك أو سهّل هذا النشاط الذي جرى في ظروف غامضة.
الصوفي دعت قيادة محور تعز إلى تفعيل دور الاستخبارات، وقطع الطريق أمام أي محاولات جديدة لاختراق المدينة عبر منظمات تعمل لصالح الحوثيين، مؤكدة أن هذه الأدوات الناعمة لا تقل خطورة عن الصواريخ والطائرات المسيّرة.