واصلت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية على معاقل مليشيا الحوثي في محافظة صعدة شمالي اليمن، حيث نفذت مساء اليوم السبت سلسلة غارات جوية طالت مواقع استراتيجية في منطقتي حفصين وكهلان، وسط تحليق مكثف للطيران في أجواء المدينة.
وأفادت مصادر محلية أن أربع غارات استهدفت منطقة حفصين غرب صعدة، بينها ضربة طالت منزلاً يُعتقد أنه كان يؤوي قيادات ميدانية حوثية، إلى جانب غارة أصابت محلًا لبيع منظومات الطاقة الشمسية، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة أربعة آخرين، بحسب مزاعم وسائل الإعلام التابعة للجماعة.
وفي وقت سابق من صباح السبت، شن الطيران الأميركي غارتين على معسكر كهلان شرق المدينة، حيث يُعتقد أن مخازن أسلحة تابعة للحوثيين كانت الهدف المباشر، ضمن عمليات متواصلة قالت واشنطن إنها تهدف إلى تحجيم القدرات العسكرية للجماعة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد مستمر منذ منتصف مارس، بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بدء عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، كرد على هجماتهم المتكررة ضد الملاحة في البحر الأحمر، والتي تصاعدت منذ أواخر عام 2023.
ورغم عدم صدور تعليق رسمي من الحوثيين بشأن تفاصيل المواقع المستهدفة، إلا أن واشنطن تؤكد أن ضرباتها أودت بحياة عدد من قيادات الجماعة، في حين تتهمها الأخيرة بارتكاب مجازر بحق المدنيين، وتؤكد أن الغارات خلفت عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال.
وتشير التقديرات إلى أن العمليات الأميركية قد تستمر لعدة أشهر، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بتداعيات الحرب في غزة، واستمرار الحوثيين في شن هجمات تعتبرها واشنطن تهديدًا مباشراً للملاحة الدولية.